عبق نيوز| اليمن/ صنعاء| فشل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في فرض سلطته على بلده الذي يمر بأزمات متعاقبة، منذ انتخابه عام 2012، وحتى تسليمه الحكم لمجلس رئاسي الخميس.
وأعلن هادي المقيم في الرياض منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق شاسعة في بداية النزاع سنة 2014، في خطاب بث على التلفزيون، إنشاء مجلس قيادة رئاسي ومنحه “تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي”.
وكان هادي لجأ إلى السعودية مع إطلاقها عملية “عاصفة الحزم” في مارس 2015 دعما للحكومة وفي مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا سريعا على صنعاء ومناطق أخرى.
وفر هادي، المولود في الاول من مايو 1945، من صنعاء إلى عدن أولا، ثم انتقل إلى الرياض بعدما نجح المقاتلون الحوثيون في محاصرة المدينة الجنوبية التي تحولت إلى عاصمة بديلة.
تسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.
وبسبب إقامته خارج اليمن، بقي هادي بعيدا عن الأوضاع الداخلية لأفقر دول شبه الجزيرة العربية، ما أسهم في عزلته وتعزيز الانطباع أنه خاضع لتأثير السعوديين.
وهادي في الاساس عسكري متحدر من جنوب اليمن وظل لسنوات طويلة مواليا للرئيس في حينه علي عبد الله صالح، وانما حظي في مرحلة من الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في فبراير 2011 بثقة المعارضة، وبات الرجل التوافقي.
وشغل منذ 1994 منصب نائب الرئيس حتى انتخابه رئيسا في فبراير 2012، كما شغل منصب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين.
– ظل صالح –
قبل أن يخرج للاضواء، كان هادي شخصية متكتمة لا يحظى بنفوذ حقيقي في الاوساط السياسية اليمنية، إلا أنه لعب دورا هاما في اقناع صالح في توقيع اتفاق للخروج من الأزمة بعد الاحتجاجات.
لكن مشروع هادي لاعادة تنظيم القوات المسلحة بعيد تسلمه السلطة، فشل في تحقيق غايته، حيث احتفظ صالح بدعم قوي من القوات العسكرية.
وانضم صالح إلى أعداء هادي على أمل العودة إلى السلطة، ما ساهم في سيطرة الحوثيين على صنعاء وطرد هادي منها، قبل أن يقتله حلفاؤه في أواخر عام 2017 متهمين اياه بالخيانة.
حظي هادي بدعم كبير من السعودية، بينما اتهم منتقدوه وخاصة من الانفصاليين الجنوبيين حكومته بـ”الفساد” وبالسماح بتنامي نفوذ الاسلاميين والخضوع لتأثيرات على قراراتها السياسية والعسكرية، وخصوصا من أعضاء في حزب “التجمع اليمني للاصلاح” المحسوب على جماعة الاخوان.
وفي اغسطس 2019، طرد الانفصاليون الجنوبيون بدعم من الإمارات وهي شريك رئيسي في التحالف، القوات الموالية للحكومة من عدن، العاصمة البديلة، قبل ان يتم التوصل إلى تسوية شهدت ولادة حكومة جديدة.
ويندد هادي في الرياض دائما “بتدخل ايران” ويتهمها بتسليح الحوثيين. كما يؤكّد استعداده للسلام حال قبول المتمردين لقرارات الأمم المتحدة التي تطالبهم بنزع السلاح والانسحاب من المدن التي سيطروا عليها.
ويتهمه خصومه السياسيون بالفساد، ويرى خبراء أنّ وجوده على رأس هرم الحكم كان عثرة أمام تحقيق تقدم في عملية السلام.
في خطابه الخميس، قال إنّ مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بـ”التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام”.
وولد هادي في محافظة أبين التي كانت جزءا من محمية عدن الخاضعة لبريطانيا. وتخرج من المدرسة العسكرية في اليمن الجنوبي عام 1964، ثم تابع بعد ذلك دورات تدريبية في بريطانيا ودورة خاصة بالمدرعات في مصر وظل هناك حتى العام 1970. وهو أب لابنتين وثلاثة أبناء.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.