عبق نيوز|صربيا/أوكرانيا| يعِد رئيس صربيا الشعبوي الكسندر فوتشيتش بالحفاظ على الاستقرار في بلاده قبل الانتخابات المقررة الأحد والتي تقام في ظل الحرب المستعرة في أوكرانيا.
بعد عقد على توليه السلطة، يبدو الحزب التقدمي الصربي (وسط يمين) بزعامة فوتشيتش، الأوفر حظا للفوز بولاية جديدة، حسبما أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرا.
والبلد الذي يعد سبعة ملايين نسمة سيختار رئيسا و250 نائبا في البرلمان إلى جانب انتخابات في عدد من البلديات.
غير أن الحرب في أوكرانيا أرخت بظلالها على الحملة في وقت توقع مراقبون في وقت سابق أن يكون التركيز على مواضيع مثل البيئة والفساد والحقوق.
واستغل فوتشيتش غزو أوكرانيا لمصلحته مثيرا الهواجس إزاء احتمالات اندلاع موجات عدم استقرار ومقدما في الوقت نفسه ضمانات بأنه وحده قادر على الحؤول دون وقوع بلاده في أزمة مماثلة.
وقال فوتشيتش في رسالة بثت على الهواء “هذا القمح وهذا الملح … المستودعات ممتلئة. هذه البازلاء” وكان يعرض صورا لمخزونات السلع الغذائية الاحتياطية وسط ارتفاع الأسعار.
ورفع في منتصف الحملة شعارا جديدا هو “سلام. استقرار. فوتشيتش”.
– شكوك وهواجس –
وفيما قد تبدو حملة فوتشيتش “طنانة” للبعض، فإن الرسائل “صيغت بعناية للناخبين” على ما يرى زوران ستويليكوفيتش، المسؤول النقابي واستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد.
وفي بلد كان يعد منبوذا في مرحلة ما، فإن ذكريات الحروب الدامية في التسعينات الماضية خلال تفكك يوغوسلافيا والعقوبات الاقتصادية لا تزال ماثلة في أذهان كثيرين.
ففي أوقات المتاعب كثيرا ما يبحث الناخبون عن زعيم يعِد بالاستقرار أكثر من وعود بتغييرات جذرية، وفق ستويليكوفيتش.
وقال لوكالة فرانس برس “الأزمات الكبيرة، أقله في المدى القريب، تعمل دائما لمصلحة من هم في السلطة”.
أضاف “إنها تولد الشكوك والهواجس وتوقعات أن النظام سيضمن أدنى مستويات الأمن على الأقل”.
وقبل بضعة أشهر فقط كانت المعارضة تتمتع على ما يبدو بالزخم.
في يناير تراجع فوتشيتش عن مشروع لتعدين الليثيوم أثار الجدل، في أعقاب تظاهرات عارمة في أنحاء البلاد نزل خلالها الآلاف إلى الشارع.
وكان ذلك بمثابة هزيمة غير عادية لفوتشيتش الذي نادرا ما اضطر للتراجع عن قرارات طيلة فترة توليه السلطة.
وفيما لا يزال يعد الأوفر حظا وفق الاستطلاعات، تأمل المعارضة في نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع تحتم إجراء دورة ثانية.
وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن المنافس الرئيسي لفوتشيتش سيكون قائد الجيش السابق زدرافكو بونوش، الجنرال المتقاعد الذي جاء ترشحه مفاجئا والمدعوم من معسكر المعارضة المؤيد للاتحاد الأوروبي.
وقال بونوش “المسألة لا تتعلق بما إذا كانت المعارضة ستكسب بضعة مقاعد إضافية، ولكن بما إذا كانت صربيا ستكون موجودة كبلد ديموقراطي وأوروبي إذا بقي (فوتشيتش) في السلطة للسنوات الخمس القادمة”.
غير أن المحللين لا يرون فرصة تذكر أمام المعارضة لإزاحة فوتشيتش.
ويقول رئيس المرصد المستقل للانتخابات CESID بويان كلاتشار لوكالة فرانس برس “ليست صدفة” أن يتبنى الحزب الحاكم خطابا جديدا لأن الحرب “غيرت أولويات الناخبين”.
ويضيف “بتغيّر نقطة التركيز الرئيسية للحملة، تضررت المعارضة أكثر مقارنة بالحزب الحاكم” و”يبدو أنهم لم يكونوا جاهزين للتكيف مع الظروف الجديدة”.
ولا تزال صربيا بعيدة في مواقفها عن أوروبا إذ تدعم شرائح كبيرة من السكان الغزو الروسي لأوكرانيا.
وامتنعت نسبة كبيرة من المعارضة عن انتقاد الموقف الحكومي إزاء النزاع، وفق ستويليكوفيتش، ما سمح لفوتشيتش بالتحكم بالخطاب.
– رشوة للناخبين –
يخوض فوتشيتش الانتخابات مع نقاط أخرى لصالحه.
فخلال عشر سنوات في القيادة، أحكم قبضته على أدوات السلطة في صربيا ومن بينها السيطرة الفعلية على أجهزة الإعلام والحكومة.
وأظهر استطلاع أجراه مركز ديموستات في مارس أن 43 بالمئة من الصرب لا يعتقدون أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة.
في الاشهر التي سبقت الانتخابات كشف فوتشيتش عن حزمة مساعدة جديدة تتضمن دفعتين بقيمة 100 يورو (110 دولار) للمواطنين بين 16 و29 عاما.
ويرى خبير وسائل الإعلام والاتصالات إيغو افزنير “هذه رشوة للناخبين … يمولها دافعو الضرائب”.
لكن الانتخابات بالنسبة للعديد من الناخبين الشبان لم تثر سوى اللامبالاة.
وقالت أونا إيغنياتوفيتش البالغة 18 عاما ومن سكان بلغراد “بصراحة أعتقد أن فوتشيتش سيفوز رغم أن العديد من الأشخاص يعارضونه”.
أضافت “أعتقد أن لا أحد يمكنه أن يقدم خيارا مختلفا”.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية
Comments are closed.