عبق نيوز|مصر/ الإمارات/إسرائيل| اجتمع زعماء مصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر يوم الثلاثاء لإجراء محادثات حول الأثر الاقتصادي لغزو روسيا لأوكرانيا والنفوذ المتنامي لإيران في المنطقة.
واستضاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاجتماع مع الحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في أول قمة ثلاثية لهم منذ تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وقالت الرئاسة المصرية إن الزعماء ناقشوا استقرار أسواق الطاقة والأمن الغذائي، وهما تحديان رئيسيان تواجههما القاهرة بعدما أدى الهجوم الروسي في أوكرانيا إلى زيادة أسعار القمح والنفط الخام. وأضافت أنهم ناقشوا أيضا قضايا دولية وإقليمية.
والدول الثلاث حلفاء وشركاء للولايات المتحدة وتعد جزءا من محور عربي إسرائيلي ناشئ يهدف إلى موازنة النفوذ الإيراني في وقت يشهد غموضا حول التزام واشنطن تجاه الأمن في المنطقة.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيدان رول “نشهد بوضوح تعزيز محور يطرح رواية أخرى في الشرق الأوسط، وهي أننا يمكنا العمل والتعاون سويا في المسائل الاقتصادية والدفاعية”.
وذكر لإذاعة كان “إسرائيل ملتزمة بإقامة شراكة جيدة مع أي شخص في مواجهة محور إيران المتطرف”.
وقال مكتب بينيت في بيان في وقت لاحق إن الدول الثلاث ناقشت تعزيز العلاقات على كافة المستويات خلال المحادثات التي بدأت يوم الاثنين واستمرت يوم الثلاثاء.
ودفعت المخاوف المشتركة حيال إيران كلا من الإمارات والبحرين إلى إقامة علاقات مع إسرائيل في 2020. وكانت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل قبل نحو أربعين عاما.
وتخشى الدول الثلاث على وجه الخصوص من اتفاق يتبلور لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي تم بموجبه رفع العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي. ويخشى أعداء إيران أن تكون تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
وقال بينيت الشهر الماضي إن الاتفاق المتوقع لإحياء الاتفاق النووي أضعف من الترتيب الأصلي وسيؤدي إلى مزيد من العنف في الشرق الأوسط. وناشد الولايات المتحدة عدم حذف الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية مقابل “وعود جوفاء”.
وانتقدت الدول الخليجية المحادثات النووية بسبب عدم تناولها البرنامج الصاروخي لإيران ووكلاء طهران في المنطقة، خاصة في اليمن حيث أطلق الحوثيون صواريخ على السعودية والإمارات.
وأدى الخلاف مع واشنطن حول هاتين القضيتين إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والقوتين الخليجيتين المصدرتين للنفط. ويخشى البلدان من تنامي نفوذ إيران إذا استطاعت تصدير النفط مجددا بموجب اتفاق نووي مع واشنطن.
وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله “بعض حلفاء الولايات المتحدة الكبار هنا غير راضين عن نهج (الرئيس الأمريكي جو) بايدن… بالنسبة لهم، فإن وقوفهم معا والحديث بصوت واحد ربما يكون له صدى”.
وقال خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إن اجتماع السيسي مع بينيت ربما ركز على آثار الصراع الأوكراني، بينما تتلاقى وجهات نظر الدول الثلاث بشأن إيران.
وأضاف “نحن معنيون بأن يكون الخليج منطقة آمنة غير مهددة بهذه الطريقة المتواصلة من جانب إيران”.
وقال مصدر في القاهرة إن اجتماعا منفصلا بين الشيخ محمد والسيسي كان من المتوقع أيضا أن يناقش إعادة دمج سوريا مع العالم العربي، بعدما استقبلت أبوظبي الأسبوع الماضي الرئيس بشار الأسد في أول زيارة يقوم بها لدولة عربية منذ اندلاع الصراع في بلاده عام 2011.
وأضاف المصدر أنه كان من المتوقع أيضا أن يناقش السيسي والشيخ محمد استثمارات إماراتية أو دعما اقتصاديا لمصر.
وشكلت الحرب في أوكرانيا ضغوطا على اقتصادات الأسواق الناشئة، ودفعت القاهرة إلى خفض قيمة العملة 14 بالمئة أمس الاثنين.
وتركت الحرب مصر أيضا في مواجهة ارتفاع تكاليف احتياجاتها الكبيرة من واردات القمح، إضافة إلى فقد عائدات السياحة الوافدة من روسيا وأوكرانيا إلى منتجعات البحر الأحمر. وروسيا وأوكرانيا هما الموردان الرئيسيان للقمح إلى مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.