عبق نيوز| المانيا / أوكرانيا| كانت حكومة المستشار اللماني أولاف شولتس تحت ضغط الأحد لإعادة تأكيد ثبات موقفها الحازم تجاه روسيا بعد أن أحرجتها تصريحات لقائد البحرية الألمانية حول أزمة أوكرانيا.
وأثار قائد البحريّة الألمانيّة كاي-أخيم شونباخ عاصفة دبلوماسيّة عندما وصف فكرة غزو روسيا لأوكرانيا بأنّها “حماقة”، مضيفًا أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يستحقّ على الأرجح” الاحترام، وذلك في وقتٍ تُحذّر بلاده وحلفاؤها الغربيّون من خطر الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أسابيع.
ورغم استقالته القسرية مساء السبت، أي بعد 24 ساعة من إدلائه بالتصريحات خلال اجتماع لمركز أبحاث عقِد في نيودلهي وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال استياء كييف واضحًا، في وقت لا تزال ألمانيا ترفض إرسال أسلحة لأوكرانيا.
وفيما يزداد قلق الغربيين من احتمال غزو روسي لاوكرانيا منذ أسابيع، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، تشمل خصوصا صواريخ مضادة للطائرات والدبابات.
وحذّر شولتس مرّة جديدة روسيا من “الأثمان الباهظة” التي سيكلّفها أي اعتداء عسكري، وذلك في مقابلة الأحد مع صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ”.
ولكنه دعا أيضًا إلى التعامل “بحكمة” مع احتمال فرض عقوبات ومن “عواقب” هذا الامر على ألمانيا.
وفي إطار سعيه الى إظهار جبهة موحدة مع حلفائه في مواجهة موسكو، أكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الاحد أن ليس لديه “أدنى شك” في موقف ألمانيا الحازم بإزاء روسيا. وكان التقى شولتس الاسبوع الفائت.
– “مواقف متضاربة” –
“حتى الآن، فان موقف المستشار بشأن الأزمة الروسية هو ضمن الحد الادنى: تصريحات عامة قصيرة جدًا ومُنمّطة وغالبًا فقط رداً على أسئلة”، حسبما قال على تويتر أولريش شبيك السبت وهو خبير في مركز “جيرمان مارشال فاند” للدراسات في برلين.
واعتبرت الباحثة في مركز الأبحاث “يوروبيان كاونسيل اون فورين ريلايشنز” جنى بوغلييرين هذا الأسبوع أن منذ تسلّم أولاف شولتس للحكم ومنذ ديسمبر، “ساد الارتباك بشأن تحديد من يوجّه السياسة الألمانية تجاه روسيا – هل المستشارية التي يقودها الحزب الاشتراكي الديموقراطي أو وزارة الخارجية التي يقودها الخضر؟”.
ويبدو الانقسام واضحًا بين الاشتراكيين الديموقراطيين في مسألة خط نقل الغاز المثير للجدل “نوردستريم 2”.
ففي منتصف يناير، اعتبرت وزيرة الدفاع الاشتراكية الديموقراطية أن قرار تشغيل خط الأنابيب هذا الذي يربط بين روسيا وألمانيا يجب أن يبقى خارج الملف الأوكراني.
واعتبر الوزير الألماني السابق الاشتراكي الديموقراطي للشؤون الأوروبية مايكل روث في الفترة نفسها أن على ألمانيا رفض الموافقة على مشروع “نوردستريم 2” في حال شن عدوان على اوكرانيا.
وأضافت بوغلييرين “كانت النتيجة مواقف متضاربة اوحت أن برلين تفتقر إلى القيادة”.
– اوستبوليتيك –
وأثار أولاف شولتس بنفسه الغموض عندما وصف مشروع “نوردستريم 2” عدة مرّات بأنه “مشروع خاص”.
وأوضح موقفه هذا الأسبوع حين أكّد تمسّكه باتفاقية خط أنابيب الغاز الألمانية الأميركية التي وُقّعت في الصيف والتي تنصّ على فرض عقوبات على روسيا إذا قامت الأخيرة “باستخدام الطاقة كسلاح أو بارتكاب أعمال عدوانية جديدة ضد اوكرانيا”.
ولاحظت صحيفة دير شبيغل أن “مماطلة الألمان تشكل خطرًا على استراتيجية الغرب”.
وهذا الأسبوع كتبت صحيفة “دي تسايت” الأسبوعية أن بالنسبة للعديد من مسؤولي الحزب الاشتراكي الديموقراطي، فإن “كلمة +روسيا+ تحيي شيئا من الحنين” لمبدأ “الأوستبوليتيك” أي سياسة التقارب مع موسكو التي بدأها المستشار فيلي برانت في السبعينيات، والتي لا يزال يُنظر إليها على أنها احتمال لتحقيق التقدم الديموقراطي من خلال الحوار.
وحرصت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل من جهتها، طيلة سنواتها الـ16 في السلطة، على المحافظة على العلاقة مع روسيا، في محاولة لفصل الخلافات الجيوسياسية عن المصالح الاقتصادية بين البلدين.
واعتبر 73 خبيرًا بالشؤون الأوروبية الشرقية وسياسات الأمن في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة “دي تسايت” هذا الشهر أن ألمانيا “تعاملت مع سلوك الكرملين بشكل نقدي ولكن من دون اتخاذ اي خطوة إلى حد كبير على مدى العقود الثلاثة الماضية”.
وطالبوا بأن تضع الدولة حدًّا لهذا التساهل وأن “تصحّح” كيفية التعامل مع موسكو.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.