عبق نيوز| الإمارات/ تركيا| استقبل المسؤولون الأتراك ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بحفاوة الأربعاء، في زيارة تفتح صفحة جديدة بين البلدين تكلّلت بإعلان إماراتي عن إنشاء صندوق استثمار بعشرة مليارات دولار لدعم الاقتصاد التركي.
وهي الزيارة الأولى على هذا المستوى لمسؤول إماراتي منذ العام 2012.
ويشكّل الإعلان الإماراتي نبأ سارا لتركيا حيث سجلت الليرة الثلاثاء انخفاضا غير مسبوق، إذ خسرت 13% من قيمتها في غضون ساعات قليلة أمام الدولار ليصل سعرها إلى حوالى 13 ليرة في مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى لها.
وبعد الاعلان الإماراتي تحسن سعر صرف الليرة التركية بنسبة 5 % ليصل إلى 12,2 في مقابل الدولار.
وخسرت العملة الوطنية التركية أكثر من أربعين في المئة من قيمتها منذ بداية السنة، وتسجل تضخما يقارب العشرين في المئة.
وكدليل على الأهمية التي كانت توليها تركيا لزيارة بن زايد، بثت محطات التلفزة التركية مباشرة وصوله الى القصر الرئاسي في أنقرة حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ولم يدل الرجلان بأي تصريح، لكنهما وقعا اتفاقات وعقودا عدة لم يكشف عن مضمونها.
وسيشارك بن زايد مساء في عشاء رسمي على شرفه.
في الإمارات، أوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن دولة الإمارات أعلنت “تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا”.
وأشارت الوكالة الى أن الإعلان يأتي عقب المحادثات التي جرت الأربعاء بين بن زايد وإردوغان “لتعزيز دعم الاقتصاد التركي وتوثيق التعاون بين البلدين”.
وأضافت أنه “سيركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء”.
– “شريك طبيعي” –
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان الجابر لمحطة التلفزيون التركية “تي آر تي” إن زيارة ولي عهد أبو ظبي “تبشّر بحقبة جديدة في العلاقات بين البلدين”، مضيفا “لدينا أرضية مشتركة، ونستطيع ويجب البناء عليها”.
وتابع “تركيا باعتبارها جارة إقليمية قريبة، هي أفضل شريك طبيعي لنا”.
لكن حتى وقت قصير مضى، كان البلدان على طرفي نقيض في ملفات عدة، بينها الملف الليبي، إذ دعمت أنقرة حكومة الوفاق السابقة التي كانت تتخذ من طرابلس مقرا، بينما دعمت الإمارات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق. في ملف التنقيب عن النفط في شرق المتوسط، انحازت الإمارات الى اليونان وقبرص ضد تركيا.
ويسعى كل من البلدين الى دور إقليمي مؤثر.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني أديبي الذي يدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمتوسطي (CERMAM) إن اللقاء يفسح المجال “للاعبين إقليميين كبيرين يسعيان الى تعزيز موقعهما في المنطقة” لإصلاح علاقتهما.
وبدأ التوتر بين البلدين منذ سنوات، بعد محاولة الانقلاب ضد إردوغان في يوليو 2016 التي تمّ إحباطها، واتهم الرئيس التركي آنذاك الإمارات بالمساهمة فيها، ووصف بن زايد بأنه “العدو الأكبر لتركيا”.
في 2017، زاد تدهور العلاقات بعد الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية ومصر على قطر، حليفة أنقرة.
لكن الرئيس التركي الذي يجد نفسه معزولا على الساحة الدولية على خلفية مواقف عدة مرتبطة بأدائه الداخلي في مجال حقوق الإنسان، والملفات العديدة المفتوحة بينه وبين أوروبا، يسعى الى التقرّب من القوى الإقليمية، ولو المنافسة له.
وحصل خلال الأشهر الماضية تقارب أيضا بين تركيا ومصر.
المصدر/ فرانس برس العربية.
Comments are closed.