عبق نيوز| ليبيا / طرابلس| في كان الطالب الإيطالي إدواردو أريوني “خائفا بعض الشيء” عندما انضم إلى فوج سياحي نادر في زيارة لليبيا هذا الشهر، لكنه يقول إنه استمتع بزيارة المدن الصحراوية والآثار الرومانية في بلد لم يعرف الاستقرار بسبب سنوات من الفوضى.
لم تنعم ليبيا بأي قدر يذكر من السلام، ولم يزرها سوى قليل من السياح منذ احداث عام2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأشعلت فتيل اضطرابات عنيفة استمرت على مدى عقد كامل مع سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق واحتدام المعارك في المدن.
وقالت السائحة فارينا ديل فرانسيا (64 عاما) “الانطباع الذي تكون لدي أن هذه بلاد رائعة. المناظر الطبيعية خلابة وثرية بالتنوع من مكان إلى آخر”.
وليبيا بلد غني بالتراث، بما في ذلك طُرُز العمارة الصحراوية في الجنوب وبعضٌ من أرقى الآثار القديمة بمنطقة البحر المتوسط على امتداد ساحلها.
زارت المجموعة السياحية مدينة غدامس وجبال أكاكوس في الجنوب، وهي موقع للفنون المنقوشة على الصخر منذ القدم. وقام نصف أعضاء الفوج بزيارة لمدينة صبراتة الرومانية. ويقول المنظمون إن رحلة إلى لبدى العظمى، أشهر المواقع الرومانية في ليبيا، قد توضع على جدول زيارة مقبلة.
وبالرغم من خطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار منذ العام الماضي بين الفصائل الرئيسية في الشرق والغرب، تبدو أي عودة للسياحة بأعداد كبيرة حلما صعب المنال.
وقبل انهيار ليبيا في 2011، أدت صعوبة الأنظمة المعمول بها لمنح التأشيرات إلى وصول نحو 25 ألف سائح فقط في السنة. ومنذ الثورة على القذافي، لم يخاطر أي سائح تقريبا بزيارة ليبيا.
ويندلع القتال على نحو متفرق بين الفصائل المسلحة الكثيرة في مدن مختلفة ولا تزال الآمال ضعيفة للغاية في التوصل لاتفاق سياسي لدعم الاستقرار.
فما زالت الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر موضع جدل، وقد يلقي أي تأخير للتصويت لفترة طويلة أو أي خلاف حول شرعيته بليبيا مرة أخرى في أتون الحرب الأهلية الشاملة.
لكن أريوني ورفاقه في الفوج يعتبرون الزيارة ناجحة.
كان أريوني (25 عاما) واحدا من 70 زائرا معظمهم من الفرنسيين والإيطاليين في الرحلة التي تم ترتيبها مسبقا. وقال “بإمكان السياح زيارة ليبيا والشعور بالراحة دون خوف”.
وفي ليبيا خمسة من المواقع المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لكنها قالت في 2016 إن هذه المواقع أصبحت معرضة للخطر بسبب الاضطرابات والصراع.
ويعتقد وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد السلام عبد الله أن القرار كان خاطئا. ويقول “ليست المواقع الأثرية أو السياح في هذه الدرجة من التهديد”.
وقالت وكالة السفر مورسيا التي نظمت رحلة السائحين إنها تقوم بالتحضير لها منذ 2018. وفي إشارة تدلل على مدى صعوبة مثل هذه الزيارات، وجدت الوكالة نفسها مضطرة لتأجيل الرحلة بسبب الحرب في 2019.
المصدر/ رويترز.
Comments are closed.