عبق نيوز| سلوفاكيا / الفاتيكان| يلتقي البابا فرنسيس الحريص على تصويب عقود من معاداة اليهودية لدى الكاثوليك، الاثنين في سلوفاكيا المجموعة اليهودية الصغيرة في بلد لا يزال يشهد معاداة للسامية.
في اليوم الثاني من رحلته الى أوروبا الوسطى التي بدأها الأحد في بودابست حيث أجرى محادثات مغلقة مع رئيس الوزراء فيكتور اوربان، يتوجه البابا الأرجنتيني بعد ظهر الإثنين الى المجموعة اليهودية السلوفاكية ويستمع إلى شهادة أحد الناجين من المحرقة.
وتبدأ زيارة الدولة التي يقوم بها بلقاء مع رئيسة الجمهورية زوزانا كابوتوفا ثم بخطاب أمام السلطات السياسية والمدنية للبلاد.
أدت حكومة جديدة برئاسة إدوارد هيجر اليمين في نيسان/ابريل لتنتهي بذلك أزمة سياسية ناجمة عن قرار رئيس الوزراء السابق شراء لقاحات سبوتنيك-في الروسية في بلد شهد انتشارا واسعا للوباء.
قبل ثلاثة أيام على وصول البابا، قدمت براتيسلافا اعتذارات رسمية عن الإرث القاتم خلال حقبة الرئيس جوزيف تيسو، الكاهن الكاثوليكي الذي وافق على إرسال عشرات آلاف اليهود الى معسكرات الموت الألمانية.
بعد إقامة الجمهورية السلوفاكية الأولى في 1939، وكانت دولة سلطوية تابعة لألمانيا النازية، استخدمت عدة قوانين مناهضة لليهود قاعدة لترحيل عشرات آلاف اليهود السلوفاكيين. اليوم لم تعد هذه المجموعة تضم سوى حوالى ألفي شخص.
سيوجه البابا تحية اليها في الهواء الطلق في ساحة ريبني في حي يهودي تقليديا في براتيسلافا كان فيه كنيس أزالته الحكومة الشيوعية لبناء جسر عام 1969.
وبقي اقل من 300 ناج في البلاد في ختام الحرب.
عبر ريتشارد دودا رئيس الاتحاد المركزي للمجموعات اليهودية في سلوفاكيا، عن أمله في أن يساهم وجود البابا فرنسيس في تحسين العلاقات بين الكاثوليك واليهود.
فأظهرت دراسة نشرتها مجموعة الأبحاث السلوفاكية “غلوبسيك” السنة الماضية أن 51% من السلوفاك يعتبرون أن “اليهود يحظون بسلطة واسعة ويسيطرون سريا على الحكومات والمؤسسات في العالم أجمع”.
– انتقادات-
يأتي اللقاء أيضا في وقت مناسب للبابا الذي يعتبر صديقا لليهود، لكنه واجه انتقادات في آب/اغسطس بسبب تعليقات أدلى بها على فقرة من كتاب التوراة، اعتبرها مسؤولون يهود في إسرائيل أو ايطاليا سلبية جدا. تم تصحيح كلماته بشكل متكتم لكن بدون فارق كبير.
في السابق واجه البابا انتقادات أيضا من قبل رجال دين يهود بسبب اقتباساته التوراتية خارج سياقها عن الفريسيين “المنافقين”، وهي صورة نمطية سلبية غذت معاداة اليهودية.
رغم ذلك، كثف البابا فرنسيس خلال فترة حبريته التصريحات حول “التقارب بين اليهودية والمسيحية”.
واتخذت العلاقات بين الكاثوليك واليهود انطلاقة جديدة بفضل وثيقة لمجمع الفاتيكان الثاني “نوسترا آيتاتي” أوصت أخيرا في 1965 باحترام اليهودية.
– دعوة لمحاربة معاداة السامية-
في بودابست، وخلال لقاء الأحد مع ممثلي الأديان المسيحية واليهودية المجرية، تطرق خورخي بيرغوليو الى “تهديد معاداة السامية الذي لا يزال موجودا في أوروبا وأماكن أخرى” معتبرا أنه يجب “إخماده”.
يعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الذي يقدّم نفسه على أنه خط الدفاع الأول في أوروبا ضد “الغزو المسلم”، المجر على انها مكان آمن لحوالى مئة ألف يهودي، اكبر مجموعة يهودية في أوروبا الوسطى.
تتحدث الحكومة عن استثماراتها في تجديد وصيانة العديد من الكنس والمقابر اليهودية.
قضى حوالى 600 ألف يهودي مجري في المخيمات النازية بعد ترحيلهم خلال بضعة أشهر، وساهم في ذلك تحرك الإدارة والشرطة المجرية. اعتبارا من العام 1920، أقرت البلاد أول قانون معاد للسامة بين الحربين في أوروبا.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.