عبق نيوز| العراق/ السعودية / ايران| دعا العراق إيران وخصومها من دول الخليج العربية لحضور قمة في بغداد بهدف تهدئة التوتر الذي دفع بالجانبين إلى حافة صراع مفتوح في السنوات القليلة الماضية.
ويقول مسؤولون إن الاجتماع، الذي سيبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي إيراني رغم أن الدولتين لم تعلنا بعد مستوى تمثيلهما في الاجتماع.
ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الدعوة أيضا لمصر والأردن لحضور اجتماع بغداد وكذلك لتركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تشارك بلاده في تنظيم القمة المتوقع انعقادها يوم السبت.
وذكر مصدر فرنسي أن ماكرون والكاظمي يريدان خفض التوتر الإقليمي عبر تعزيز الحوار بشأن قضايا منها الأمن. وقال المصدر “الهدف هو الشروع في شيء هنا وسنواصله بعد هذا المؤتمر”.
وكان التوتر بين السعودية وإيران قد تزايد بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة النفطي لفترة وجيزة. وحملت الرياض إيران مسؤولية الهجوم، غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.
ويؤيد كل من البلدين طرفا مختلفا في الحرب الدائرة في اليمن وقد قطعا العلاقات في 2016 لكنهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في أبريل نيسان الماضي.
وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحادثات النووية التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوتر دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.
ويأمل المسؤولون العراقيون أن يحضر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي ينتمي لغلاة المحافظين الاجتماع ويتوقعون حضور وزراء من دول خليجية من بينها السعودية والإمارات.
وقال مسؤول مقرب من الكاظمي “حتى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجا لإنهاء التوتر بين الإيرانيين وعرب الخليج”.
– حوار تكتيكي –
والأزمة الأفغانية من العوامل الأخرى التي تدفع باتجاه الحوار. فعرب الخليج، الذين يعتمدون منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة في أمنهم، يساورهم القلق من النهاية الفوضوية لحرب واشنطن في أفغانستان والتي استمرت 20 عاما، خاصة في ظل استعادة حركة طالبان الإسلامية المتشددة السلطة هذا الشهر بينما تستهدف القوات الأجنبية استكمال انسحابها بحلول 31 أغسطس آب.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير “احتمالات نشوب صراع إقليمي واقترانها بتصور السعوديين والإماراتيين أنه لا يمكن التعويل على واشنطن… دفعتهم للسعي إلى تهدئة محدودة تكتيكية ثنائية مع طهران”.
قال سياسي مقرب من رئيس الوزراء إن العراق الذي استضاف اجتماعات خاصة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين العام الحالي تلقى “إشارات إيجابية” من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة.
بدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في أبريل لاحتواء التوترات بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وتعارض السعودية وحلفاؤها هذه المفاوضات لأنها لا تتناول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والجماعات الإقليمية التي تعمل لحسابها.
وقالت ثلاثة مصادر إقليمية أخرى إن من السابق لأوانه تحقيق انفراجة، مع قول مصدر إيراني إن التقدم سيعتمد على الأرجح على المحادثات النووية في فيينا. ولم تفصح الأطراف المشاركة في هذه المفاوضات بعد عن موعد استئنافها.
وقال مسؤول إيراني رفيع “لقد رحبنا دوما بتحسين العلاقات مع دول المنطقة مثل السعودية وهذه أولوية في السياسة الخارجية للرئيس رئيسي. ولدي شكوك كبيرة فيما إذا كان ذلك سيحدث في العراق الأسبوع المقبل”.
وقد قالت السعودية إنها تريد أفعالا يمكن التحقق منها من إيران. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود هذا الشهر إن إيران ازدادت جرأة وإنها تتصرف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة.
المصدر/ رويترز.
Comments are closed.