عبق نيوز| أمريكا / تكساس | تراجع سعر برميل الخام الأميركي الاثنين بنسبة 20% إلى ما دون 15 دولاراً في السوق الآسيوية، وهو أدنى مستوى له منذ عقدين، في تطور ناتج عن انخفاض الطلب العالمي مع تفشي وباء كوفيد-19 واقتراب تشبّع منشآت التخزين الأميركية.
وتراجع سعر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم مايو بأكثر من 19,27% إلى 14,45 دولاراً الساعة 7,00 ت غ، في أدنى سعر له منذ عام 1999.
أما برميل برنت بحر الشمال المرجعي الأوروبي فقد تأثر بمستوى أقل مع تدهور سعره بنسبة 2,53% إلى 27,37 دولاراً.
وتراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها منذ نحو 20 عاماً، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثر بشدة على الطلب مع شلل الاقتصادات العالمية.
أما من ناحية العرض، فقد أغرقت السوق بنفط منخفض السعر بعدما أطلقت السعودية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” حرب أسعار مع روسيا غير العضو في المنظمة، بهدف الحصول على الحصص الأكبر من السوق.
وحلّ البلدان خلافهما مع التوصل مطلع الشهر لاتفاق وافقا فيه مع دول أخرى على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم لتحفيز الأسواق.
مع ذلك، واصلت الأسعار انخفاضها بشدة، مع تقدير محللين أن الخفض غير كاف لتعويض التراجع القوي في الطلب الناجم عن الوباء.
– فائض بالطلب –
وفق مذكرة صادرة عن مصرف “أ أن زد”، فقد “بقيت أسعار النفط الخام تحت الضغط لأن توقعات انخفاض الطلب تلقي بثقلها على الجو العام”.
وأضافت المذكرة “رغم أن أوبك قبلت بخفض غير مسبوق للإنتاج، لا تزال سوق النفط غارقة بالطلب”.
وأعرب المصرف عن خشيته “من نفاد القدرة الاستيعابية في منشآت التخزين في الولايات المتحدة”، وهو عامل أثر على وجه خاص على سعر البرميل الأميركي.
ولفت مايكل ماكارثي المسؤول عن الاستراتيجية في شركة “سي أم سي ماركت” إلى أن انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط “ترجمة للفائض” في مخزونات الخام في منشأة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما.
وأوضح ماكارثي في مذكرة أن هذا المؤشر المرجعي الأميركي “انفصل” الآن عن مؤشر برنت المرجعي الأوروبي، مشيراً إلى أن “الهوة بينهما بلغت أعلى مستوى لها منذ عقد”.
وأوشكت مهلة عقود برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أمايو على الانقضاء، ما يعني أن على حامليها العثور على مشترين فعليين. بيد أن المخزونات قد تضخمت أصلاً بشدة في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، وسيجبر حاملو العقود لذلك على البيع بأدنى الأسعار.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي أن مخزوناتها من الخام ارتفعت بـ19,5 مليون برميل، ما يضفي المزيد من الصعوبات على سوق عالمي فائض.
ويشير سوكريت فيجاياكار المحلل في مؤسسة “تريفيكتا كونسولتانتس”، إلى أن معامل التكرير الأميركية غير قادرة على معالجة النفط الخام بالسرعة المطلوبة، ما يفسر تدني المشترين وامتلاء المخزونات.
وأوضح لفرانس برس أن هناك تدفقاً للتسليمات من الشرق الأوسط ولا يوجد من يشتريها “لأن أسعار النقل باهظة”.
وقال من جهته جيفري هالي محلل الأسواق في شركة “أواندا”، “أعتقد أننا سنصل إلى المستويات الأدنى منذ عام 1998 عند نحو 11 دولاراً للبرميل في وقت قريب جداً”.
المصدر/ فرانس برس العربية
Comments are closed.