عبق نيوز| ليبيا / طرابلس| في أطار الظروف التي يمر بها العالم و انتشار وباء كوفيد_19 ( كورونا ) واقفال المساجد ابوابها أمام المصليين كتب الصحفي الليبي مقالا بعنوان “جت منك يا بيت الله / جامع” ، جاء فيه :
لم أكن أتوقع على الإطلاق يوماً من الأيام في حياتي أن أرى أبواب الجوامع مغلقة في وجوه المصلين، لم أتوقع يوماً أن تُغلق أبواب مكة المكرمة والمدينة المنورة وتتوقف زيارات الحجاج والمعتمرين إليهما. علماً بأني قرأت وسمعت كثيراً على حالاتٍ توقفت فيها حركة الحجيج إلى مكة بسبب حروب أو أوبئة. لكنني لم أتوقع أن أراها وأعايشها في حياتي. ياله من زمن مرعب .
لكنني كثيراً ما سمعت بالمثل القائل ” جت منك يا بيت الله “، وتعود قصة هذا المثل إلى أنه كان هناك رجل لا يذهب إلى الصلاة في جماعة ، وكان دائم الصلاة في بيته وقد نصحه الناس كثيراً أن يأتي معهم ليصلي في الجامع وألّا يهجر بيت الله كما هو يفعل ، فأُحرِج مما قالوه وذهب معهم إلى الجامع ليصلي معهم فحينما ذهبوا جميعاً إلى المسجد وجدوه مغلقاً ، فقال نصاً على ذلك ” هذه البركة أشكر الله عليها، تبرئني من التقصير وتدفع عني الملام، وقد بلغت بها ما أطلب ” ومن هنا جاء المثل الشعبي المعروف بركة يا جامع أنها جت منك.
ويستخدم الكثير من الناس هذا المثل حينما يُرغَمون على الذهاب لقضاء مصلحةٍ ما ويجدون أبواب المصلحة قد أُقفلت، أو لشراء غرضٍ ما ويجدونه قد نفد فيفرح. لكن هنا وفي هذا المقام الأمر عكس ذلك، حينما تُبتلى الأمة وتُحرم من قضاء الصلوات في الجوامع فهذا ليس بالأمر المفرِح على الإطلاق بل إنه عقاب إلهي والعياذ بالله .
فقد مضت أكثر من جمعةٍ والجوامع لا تستقبل المصلين، فهل أُغلقت أبواب التوبة !؟ أم أراد الله من هذا الابتلاء أن نقف مع أنفسنا لتصحيحها وتهذيبها فقد تجاوزنا السيئات بالسيئات ، نعم فقد كثرت معاصينا وتجاوزنا ذلك إلى المجاهرة بها ، ونسينا الله تعالى فأنسانا أنفسنا. كما قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الحشر الآية (19) : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).
أقفل الله بيوته ليقول لكم صححوا من أنفسكم وهذبوها وراجعوها فقد تجاوزتم.
أن تمضي الجمعة دون صلاة جمعة، جامعة، فهذا أمر يتطلب منا أن نقف أمام أنفسنا ونصحح من أوضاعنا مع الله فقد بلغ السيل الزُّبُى في زمن كثُرت فيه الحروب والأوبئة نسأل الله السلامة. الأمر أكبر من كونه وباء، بل إنه أكبر بكثير مما يستدعي الوقوف عنده والتفكير فيه بعمق ومراجعة علاقتنا بالله تعالى وعلاقتنا بأنفسنا.
كتبه / عبد الله قدورة – منهايم / المانيا .
Comments are closed.