الكاتبة الليبية غادة الطبيب تكتب “نهاية العالم و أشياء أخرى”
عبق نيوز| ليبيا / طرابلس| الكاتبة الليبية غادة الطبيب تكتب مقالا عنونته بـ “نهاية العالم و أشياء أخرى” :
#هراء اقرؤوه ثم ارموا به خلفكم !!
#الكاتبة تحترم جميع الاديان ولا تقصد الاساءة لأحد..
قرأت كما قرأ غيري عن تقويم المايا وعن تنبؤات نهاية العالم التى قيل في بعضها أن النهاية ستكون عام 2020 وقيل في بعضها الآخر أن العام 2012 سيكون هو نهاية الحياة كما نعرفها ،حتى إن هوليوود المغرمة بالسيناريوهات الكارثية افردت ميزانية ضخمة لفيلم سينمائي يحمل ذات الاسم 2012 تتحدث فيه عن دور البطل الأمريكى كالعادة في اكتشاف الأمر والجهود الخرافية التي يبذلها لكى تنعم البشرية ببداية جديدة رغما عن السماء !
حسنا ،بعيدا عن اى ديانات وبعيدا عن المفهوم التقليدى للجنة والنار والبعث والحساب ،اتمنى ان تمنح السماء البشر فرصة اخرى ،واحد من البشر فقط كما تتنبأ احد الاساطير البوليفية القديمة التى تحكى عن نار سماوية تحرق الارض فيلجأ احد الصالحين الى كهف ويظل مختبأ فيه بينما الجحيم يستعر في الخارج ، يمد يده بعصا طويلة وفي كل مرة تعود سوداء محترقة ساخنة حتى عادت ذات يوم باردة!
السؤال الذي يؤرقنى للحقيقة
من هو الانسان الصالح في هذا الزمان ؟
مامفهومنا للانسان الصالح ؟
هل المتدين هو الصالح حقا !! اذن بهذا المقياس فلابد أن الناجي الأخير سيكون احد الشيوخ الذين تضيق بهم الارض علي اتساعها ،لكن هذا يضعنا امام اختيار اكثر صعوبة فهل سيكون من السنة أم الشيعة أم الأزيدية ام احد الارثوذكس او الكاثوليك ؟ وجميعهم صالحون في عين من يدين بديدنهم !
أم أن الانسان ( الصالح بالمطلق ) غير موجود فعلا فكلنا يا اعزائي كما اري اشرار بطريقة او باخرى.
جميعنا انانيون وجميعنا كاذبون حتى لو كانت كذباتنا صغيرة ولاتؤذي احدا !!
جميعنا في مرحلة ما من حياتنا قد نضطر لاستغلال من حولنا و قدنضمر كرها لشخص ما او كيان ما او حتى لجماعة ما!
هذه جينات بشرية متوارثة لا نستطيع تغييرها وإن استطعنا تدجينها بفعل قوة القانون والخوف من الثواب والعقاب الأخروى فببساطة نحن نبحث عن مصالحنا ونهتم بانفسنا ونمارس فعل الانانية والذاتية بفخر..
خرافة الانسان الصالح بالمطلق توجد فقط في خيال مؤلفى الدراما السمجة التى اقلع الكتاب عنها منذ التسعينات فلا وجود للبطل الطيب بالمطلق الا في اعمال ذاك الممثل الاكثر سماجة!!
ومعيار الصلاح المطلق والتقوى المطلقة خاضع لتأثيرات الزمن والظروف المتبانية،سؤال آخر اكثر الحاحا
هل ذاك الانسان الذي ستختاره السماء لاعادة اعمار الارض سيكون قادرا علي حمل تلك المسئولية العظيمة ؟
ماذا عن حفظ النسل والنوع ؟ سيحتاج لامرأة فعلا وربما تعاود اخراجه من جنته المزعومة كما فعلت جدتها!!! وهل هذا النسل الذي سينتج عن تزاوج آخر آدم بآخر حواء سيكون خيرا وصالحا بالمطلق ؟
التجربة الإنسانية كما ترويها الكتب المقدسة تثبت العكس فمن نسل ابينا آدم وأمنا حواء كان هابيل وقابيل وقصة صراعهما التى لا تخفى علي احد!
لنعد للسؤال الذي سيذبح لاجله الملايين
ماجنسية المختار !!
اعلم انه لن يكون عربيا علي الاقل ، ربما يكون امريكيا جريا علي عادة السينما الامريكية في كون الانسان الامريكى هو دائما اخر البشر والمخلص والمنقذ ( فيلم ويل سميث Iam a legend ) او ربما هو من يفطن الى نهاية العالم ( The day after tomorrow) او ربما يكون كائنا فضائيا او روبوتا صنعه الانسان الامريكى فنحن في النهاية شعوب عالم تالث واعتقد ان السماء وفقا لمعاييرها المثالية لن تسمح باستمرار وجود ثلة من الحمقى امثالنا ممن يعتقدون ان الرجولة تكمن في (طاسة مكياطة ) وسجائر وبعض السلطة الذكورية الحمقاء والكثير من الاسلحة الروسية منتهية الصلاحية التى نقتل بها بعضنا البعض وكأن مهمتنا الوحيدة هى القضاء علينا !
ماذا عن احلامنا والامنا وذكرياتنا هل سينقلها ذاك الناجى الوحيد ام ستموت معنا ؟؟؟
الكثير من الاسئلة تراود ذهنى المزدحم حد التخمة بالهراء ولا اجد لها اجابة
الكاتبة / غادة الطبيب. كاتبة و صحفية ليبية .
عبق نيوز شبكة إخبارية مستقلة لا تنحاز إلى أي فكر او ايدلوجية، تنقل الخبر و تنشر عبقه حال وقوعه، تتخذ من شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) مقراً لها.
الخبر السابق
Comments are closed.