عبق نيوز| ايران/ طهران| فشلت إيران الأحد في وضع قمر اصطناعي جديد للمراقبة العلمية في المدار، في نكسة لجهودها الرامية لتطوير برنامج فضائي تؤكّد أنّ غاياته “سلمية” لكنّ الولايات المتحدة وصفته غير مرّة بأنّه “استفزازي”.
وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي في تغريدة إنّ إطلاق القمر الاصطناعي “ظفر” قد “فشل”، محاولاً في الوقت نفسه التقليل من وقع ذلك بالقول “لكنّنا (مع ذلك) أقوياء. لدينا أقمار اصطناعية أخرى رائعة قادمة”.
من جهته نقل التلفزيون الرسمي عن أحمد حسيني، المسؤول في وحدة الفضاء بوزارة الدفاع، قوله إنّ الصاروخ الحامل للأقمار الاصطناعية “سيمرغ” أطلق “بنجاح” القمر الاصطناعي في الفضاء، “إلا أنّ الصاروخ لم يبلغ السرعة المطلوبة لوضع القمر الاصطناعي في المدار المقرّر له”.
وأطلق القمر عند الساعة 19,15 (15,45 ت غ) وأتمّ “90 بالمئة من مسار رحلته” المقرّر، على ارتفاع 540 كلم، بحسب حسيني.
وأضاف حسيني “بعون الله والتحسينات التي سندخلها في عمليات الإطلاق المستقبلية، سينجز هذا الجزء من المهمة بنجاح”.
وأكد حسيني “لقد حققنا معظم اهدافنا وحصلنا على معطيات، وفي مستقبل قريب ومع تحليل المعطيات سننجز المراحل التالية”.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التعليق على فشل إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني بالقول في تغريدة على تويتر إنّ “إيران فشلت في إطلاق قمر اصطناعي اليوم. إنّهم يفشلون أيضاً في تهريب أسلحة إلى سوريا ولبنان لأنّنا نعمل هناك دوماً”.
وشنّت إسرائيل غارات جوية عديدة في سوريا منذ بدأ النزاع في هذا البلد في 2011، وقد استهدف القسم الاكبر من هذه الغارات مواقع تابعة لقوات النظام ولحليفيه إيران وحزب الله.
وجاءت عملية إطلاق القمر “ظفر” والتي كانت واشنطن وصفتها بأنها “استفزاز”، في ظرف من التوتر المتعاظم بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الولايات المتحدة الاحادي في مايو 2018 من الاتفاق النووي الدولي مع ايران واعادة فرضها عقوبات مشددة على طهران.
ورداً على هذا الانسحاب والعقوبات، تخلّت طهران عن تطبيق تعهدات أساسية كانت اتخذتها بموجب الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 في فيينا بين طهران والقوى العظمى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).
وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من برنامج إيران للأقمار الاصطناعية واصفةً إطلاق الصاروخ الحامل للأقمار في يناير 2019 بأنه “استفزاز” وانتهاك للقيود المفروضة على تطوير طهران صواريخ بالستية.
وتؤكد طهران أن ليس لديها نية حيازة سلاح نووي وتقول إن أنشطتها الفضائية سلمية وتتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
– “مرحلة جديدة” –
وفي الأول من شباط/فبراير، قال رئيس الوكالة الفضائية الإيرانية الوطنية إن القمر الذي يزن 113 كلغ ويمكنه أن يدور 15 مرة حول الارض في اليوم، سيوضع في المدار على بعد 530 كلم من الارض بواسطة صاروخ “سيمرغ” الحامل للأقمار الاصطناعية.
وأوضح مرتضى بيراري لوكالة فرانس برس أن “المهمة الأساسية” للقمر ستكون “جمع مشاهد”، مؤكداً حاجة ايران لذلك خصوصا لدراسة الزلازل والوقاية منها و”منع الكوارث الطبيعية” وتطوير الزراعة.
وأضاف أن القمر صُمّم ليكون عملانياً لفترة “تفوق 18 شهرا”، معتبراً أنّ ذلك “يمثّل مرحلة جديدة لبلادنا”.
وفي حين يثير برنامج ايران للأقمار الاصطناعية قلق الدول الغربية، أكد المسؤول الايراني أن بلاده تكافح من أجل “استخدام سلمي للفضاء” وأن أنشطتها “في مجال الفضاء شفافة”.
والأحد، كشف الحرس الثوري في إيران عن صاروخ بالستي قصير المدى، يمكن أن يحمل محرّكاً من “الجيل الجديد” صمّم لوضع أقمار اصطناعية في الفضاء.
وقال القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي أثناء مشاركته في إزاحة الستار عن الصاروخ الجديد والمحرّك المزوّد ب”فوّهة متحرّكة” تتيح “التحكّم به في الفضاء الخارجي”، إنّ “هذه الإنجازات (…) مفتاح دخولنا الى الفضاء”.
– “ابتهاج” –
وأعلنت طهران في يناير 2019 فشل وضع قمر بيام الذي كان مخصصا لجمع معطيات عن تغير البيئة في ايران، في المدار.
واعتبرت الولايات المتحدة أن إطلاق الصاروخ الحامل للأقمار الاصطناعية يشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عام 2015. ويدعو هذا القرار إيران الى “عدم القيام بأي نشاط على صلة بالصواريخ البالستية المصممة للتمكن من نقل شحنات نووية، بما فيها عمليات الاطلاق التي تستخدم تكنولوجيا صواريخ بالستية”.
وأكدت إيران في سبتمبر أن انفجاراً وقع في إحدى منصاتها لإطلاق الأقمار الاصطناعية بسبب عطل تقني وانتقدت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشره تغريدات عن الأمر بنبرة “ابتهاج” آنذاك.
واغتالت الولايات المتحدة في الثالث من يناير الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد.
وردّت إيران بعد أيام بإطلاق صواريخ بالستية استهدفت قوات أميركية متمركزة في العراق.
وواجهت خدمات الانترنت في إيران هجمات إلكترونية في اليومين الماضيين، وفق ما أعلنت وزارة الاتصالات. ولم تحدد السلطات مصدر الهجمات ولا دوافعها.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.