عبق نيوز| ليبيا / تركيا| قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الاربعاء ان رجل ليبيا القوي خليفة حفتر هو العائق الوحيد أمام التوصل الى اتفاق سلام في هذا البلد، ودافع عن تعاون انقرة المثير للجدل مع موسكو لإنهاء النزاعين في ليبيا وسوريا.
وقال تشاوش اوغلو في منتدى دافوس الاقتصادي ان انقرة تعمل مع روسيا في الملفين السوري والليبي لأن موسكو لاعب رئيسي وتحاول احراز تقدم فيهما بعد فشل أوروبا.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تعترف بها الأمم المتحدة برئاسة فايز السراج فيما يرى محللون ان موسكو تدعم حفتر الذي أطلقت قواته عملية للسيطرة على طرابلس في ابريل.
وفي مؤتمر للسلام في برلين هذا الشهر، تم الاتفاق على بذل جهود جديدة للسلام. ولم يلتق حفتر والسراج وجها لوجه خلال المؤتمر. وكذلك لم يوقع حفتر على اتفاق لوقف اطلاق النار في اجتماع في موسكو.
وقال تشاوش اوغلو “تمكنا مع روسيا — وهو ما لم نتمكن من فعله للأسف مع شركائنا الأوروبيين– من بذل بعض الجهود وأصبح هناك الان وقف لاطلاق النار”.
وأضاف “وبعد ذلك اجتمعنا في برلين والتزمنا هناك بهدنة ووقف اطلاق نار مستدام. السراج التزم. ولكن حفتر لم يصدر أي إعلان، كما لم يوقع على البيان المشترك في موسكو … وهذه هي المشكلة الوحيدة”.
والأربعاء سقطت صواريخ على المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة الليبية طرابلس ما أجبر السلطات على تعليق حركة الملاحة بشكل موقت.
– “يرفض تقاسم السلطة” –
أرسلت تركيا قوات الى ليبيا ما أثار غضب حلفائها الغربيين. إلا أن تشاوش اوغلو أكد أن أعداد هذه القوات محدودة وليست متواجدة في ليبيا للقتال.
وقال “عناصرنا هناك للتدريب والتعليم، ولا شيء آخر. ليس لدينا تواجد عسكري قوي في ليبيا”.
وأضاف انه لا بديل عن العمل مع روسيا التي قال انها أصبحت “لاعبا” في ليبيا كما فعلت عند تدخلها في سوريا ابتداء من 2015 “لملء الفراغ”.
وقال ان حلفاء تركيا من حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي لم يستمعوا إلى تحذيرات تركيا قبل عدة سنوات بأن روسيا مهتمة بالدخول إلى ليبيا، متهما بعض الدول الأوروبية بعدم دعم حكومة الوفاق الوطني.
وأضاف “البعض مثلنا دعموا السراج. ولكن للأسف فإن فرنسا وبعض الاصدقاء الأوروبيين دعموا حفتر. وللأسف فإن حفتر لا يريد تقاسم السلطة”.
واتهم السراج باريس كذلك بدعم حفتر وهجومه على طرابلس، وهو ما نفاه المسؤولون الفرنسيون.
وأكد تشاوش اوغلو انه لا توجد مشكلة في تعاون تركيا الكثيف مع روسيا بشأن ليبيا وسوريا، رغم أنهما تدعمان الطرفين النقيضين في النزاعين ورغم اختلافهما بشأن قضايا رئيسية مثل ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014.
وأضاف “نحن نختلف مع روسيا بشأن بعض القضايا ونتعاون معها في بعضها الآخر”. وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان متنافستان: سلطة تمثّلها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرّها في طرابلس وتعترف بها الأمم المتحدة، وسلطة موازية في الشرق يمثّلها حفتر.
والثلاثاء دعا مجلس الأمن الدولي طرفي النزاع في ليبيا للتوصّل “في أقرب وقت ممكن” لوقف لإطلاق النار يتيح إحياء العملية السياسية الرامية لوضع حدّ للحرب الدائرة في هذا البلد.
ومنذ بدأ حفتر هجومه العسكري على طرابلس في 4 نيسان/أبريل لم يتمكّن مجلس الأمن من التوصّل إلى قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية.
ويحظى حفتر بدعم من كلّ من روسيا والإمارات ومصر، بينما تدعم السراج كلّ من تركيا وقطر.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.