عبق نيوز| اليمن/ صنعاء| يطغى اليأس على حياة مربي النحل اليمنيين بعد نحو خمس سنوات على الحرب التي دمرت قطاعا كان يعرف في السابق بـ”ذهب” اليمن.
وتواجه صناعة العسل في اليمن صعوبات كثيرة يتعلق بعضها بالتصدير، وكذلك بالقصف الجوي جراء الحرب المستمرة منذ 2014، ما يشكل حاجزا أمام القطاع الذي شكل في السابق مصدر فخر لليمن.
وترك الكثيرون هذه المهنة بعدما لم يجدوا من يشتري انتاجهم في ظل النزاع الذي أثر على القدرة الشرائية لليمنيين.
وفي منطقة أسلم الريفية شمال شرق صنعاء، يصفّ محمد مانع خلايا النحل المستطيلة على الأرض. ويفتح بيديه العاريتين إحداها ليخرج النحل منها.
ويحكي النحال اليمني لوكالة فرانس برس عن خسائره قائلا “قدمنا مؤخرا إلى هذه المنطقة في محافظة حجة التي تقع على (خط الجبهة) بين العدوان (في اشارة إلى التحالف بقيادة الرياض) والحوثيين، تعرضت اثنتان من شاحناتنا لغارة جوية”.
وأضاف “كانت الشاحنة الأولى تنقل العسل والاخرى تنقل خلايا (النحل)”.
يشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت حدّة المعارك في مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
ولطالما عرف اليمن بالعسل ذي الجودة العالية. ومن بين أبرز المنتجات عسل “السدر الملكي” الذي ينتج من نبتة السدر التي تنمو في الأراضي البرية والصحراوية في جنوب شرق اليمن، وخاصة محافظة حضرموت.
ويعد هذا النوع من الأفضل في العالم، ويشيد الخبراء بفوائده الصحية الكثيرة مثل علاج الاضطرابات الهضمية.
ويعرف هذا العسل بشدة كثافته، ويمكن حفظه لوقت طويل جدا ولكنه يعد منتجا نادرا للغاية وباهظ الثمن أيضا. وهو يحظى بالتقدير في الخليج.
— قيود على الحركة —
ويحكي النحال علي خبش بأسى عن تراجع انتاج العسل في اليمن بسبب الحرب الدائرة. ويقول “النحالون تأثروا بسبب الحرب على اليمن (..) ما أدى إلى ضعف الانتاج المحلي للعسل”.
وبحسب خبش فإن النحالين كانوا في السابق يملكون ما بين 800 إلى ألف خلية نحل، ولكن العدد تراجع حاليا إلى ما بين 100 و150 خلية فقط.
ولا توجد أي احصاءات رسمية محددة حول انتاج العسل في اليمن، أو على نسبة تراجع الانتاج في هذا القطاع. وبحسب خبش فإن هناك الكثير من العراقيل اليوم أمام النحالين بسبب القيود المفروضة على حركتهم في اليمن.
وفي العادة، يتنقل مربو النحل بحسب مواسم الانتاج من منطقة إلى اخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة. وفي منطقة عبس القريبة، يشرح نحال ثالث عن صعوبة تصدير العسل إلى السعودية التي تشكل سوقا هاما جدا ودول الخليج الأخرى.
ويشكو أحمد علي العديلي من أن “مطار صنعاء مغلق والمعابر الحدودية مثل منفذ الوديعة أيضا” الذي يربط بلاده بالسعودية، مشيرا أن انتاجه تراجع بنسبة 90%.
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، وبينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.