عبق نيوز| السعودية / الرياض| خطت شركة أرامكو السعودية الأحد خطوتها الاولى نحو الاكتتاب العام التاريخي المرتقب، مع تأكيدها نيّتها إدراج أسهم في السوق المحلية، وإعلان هيئة السوق المالية الموافقة على تداول الأسهم.
وتفتح هذه الخطوة الباب أمام بيع أسهم مجموعة النفط السعودية العملاقة في السوق المحلية وإن بنسبة ضئيلة كما هو متوقّع، على الأرجح في منتصف ديسمبر، على أن تلي ذلك عملية طرح ثانية في بورصة عالمية في موعد لم يتّضح بعد.
والاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم، هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى “رؤية 2030” والذي يسعى إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة.
وقال بيان نشر على موقع “تداول” (السوق المالية المحلية) إنّ هيئة السوق المالية قرّرت “الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (ارامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام”.
وفي وقت لاحق، أكّدت أرامكو في بيان أنّها تنوي “طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجها في السوق الرئيسية لدى السوق المالية السعودية”.
وأضافت أنّه “سيتم تحديد سعر الطرح النهائي (سعر اكتتاب أسهم الطرح لجميع المكتتبين) في نهاية فترة بناء سجل الأوامر”. وأكّد مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس أنّ عملية الاكتتاب ستشمل بيع 5 بالمئة فقط من أسهم أرامكو في السوقين، بينها 2 % في السوق المحلية الشهر المقبل.
وفي 2020، سيتم طرح 3 % من أسهم الشركة في البورصة العالمية التي لم تتحدّد بعد. لم وتشر الشركة إلى أي طرح محتمل في أي سوق أجنبية لدى إعلانها الأحد نيتها طرح الأسهم للتداول محليا.
وقال ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو في بيان “يمثّل هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ الشركة، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المستدام”.
من جهته، اعتبر أمين الناصر رئيس شركة أرامكو أن شركته “تسهم بثبات في أمن الطاقة العالمي”، موضحا أن “احتياطياتها المؤكدة من السوائل بلغت في نهاية عام 2018 أكثر من خمسة أضعاف احتياطيات شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة”.
وتقرّر تأجيل الاكتتاب أكثر من مرة لان تقييم الشركة وفقا لحسابات المصرفيين بعد اجتماعات مع مستثمرين محتملين، كانت دون مستوى تريليوني دولار، وهو ما يتطلع إليه ولي العهد منذ 2016 حين تحدّث للمرة الاولى عن الاكتتاب العام. وكان من المقرّر أن يبدأ تداول الأسهم في اكتوبر الماضي، قبل أن يتم تأجيله.
— تسوية —
يتوقّع مراقبون أن يتم طرح النسبة الضئيلة من شركة النفط العملاقة على أساس تقييم للشركة بين 1,5 و 1,7 تريليون دولار، ما يعني أنّ ولي العهد قرّر التراجع عن السقف الذي سبق وأن حدّده.
وقال كريستيان اولريشسون الباحث في معهد بيكر في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس “يبقى أن نرى ما إذا كانت السلطات السعودية ستتوصل إلى تسوية بين ما يريده ولي العهد وواقع تقييم أرامكو في السوق”.
ورأى أنّ “تأجيل الطرح مرارا وتقديمه على أنه مكوّن رئيسي في خطة ولي العهد لتحويل السعودية، يجعل المستثمرين الدوليين يراقبون عن كثب أداء أرامكو في السوق المحلية”.
وأرامكو، التي تضخ نحو 10 بالمئة من نفط العالم، هي أكثر شركة تحقيقا للأرباح، وينظر إليها على أنها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي.
وحاولت السلطات تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.
وكانت أرامكو فتحت دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني في ابريل الماضي، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين.
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت العائدات 356 مليار دولار.
وفي أغسطس الحالي، أعلنت أرامكو إيراداتها النصفية للمرة الاولى في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46,9 مليار دولار، مقابل 53,0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل، واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل. لكن الشركة التي تأسست عام 1933، واجهت في موازاة ذلك شكوكا من قبل المستثمرين الدوليين في لندن ونيويورك حيال الشفافية التي تحكم الشركة وإدارتها، حسبما ذكرت مصادر لوكالة فرانس برس.
وقالت شينزيا بيانكو، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجيّة، إن خطوة الطرح في السوق المحلية “لا تواجه عراقيل مهمة مقارنة بالعملية ذاتها في البورصة الدولية”. وتابعت أنّ الخطوة المحلية “تسمح للأمير محمد بأن يظهر بأنّه حفظ على وعوده” بشأن الاكتتاب العام.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.