عبق نيوز| السعودية/ الرياض| سعت السعودية لطمأنة زبائنها وتهدئة أسواق النفط الثلاثاء بعد الهجمات على شركة ارامكو، فأكّدت أنّ مستويات الانتاج ستعود لما كانت عليه قبل العملية بحلول نهاية الشهر الحالي، متجنبة اتهام إيران بالوقوف خلفها.
وأدّت الهجمات على أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق المملكة السبت، إلى خفض الإنتاج السعودي بمقدار 5,7 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل ستة بالمئة من الإنتاج العالمي.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم طهران مسؤوليتهم عن الهجمات التي قالوا انّهم شنوها بطائرات من دون طيار، لكن مسؤولا أميركيا أفاد بأن واشنطن مقتنعة بان العملية انطلقت من إيران.
وقال وزير الطاقة السعودي الامير عبد العزيز سلمان في مؤتمر صحافي في جدة “إليكم بشرى سارة (…) عودة الامدادات البترولية للاسواق العالمية لما كانت عليه قبل الهجوم”، مشيرا إلى ان المملكة استعانت بخزونات احتياطية.
وتابع الوزير وهو نجل الملك سلمان بن عبد العزيز “تم خلال اليومين الماضيين احتواء الاضرار واستعادة اكثر من 50 بالمئة من الانتاج”، مضيفا “سيعود الانتاج الى ما كان عليه بنهاية سبتمبر” الحالي.
وتنتج السعودية 9,9 مليون برميل يوميا، تصدر منها 7 مليون برميل معظمها للسوق الآسيوي.
وتسبّبت الهجمات بارتفاع قياسي لأسعار النفط مع بدء التداولات الاثنين، لكنها عادت وتراجعت بنسبة خمسة بالمئة الثلاثاء اثر توقعات عدد من المحللين عودة الانتاج السعودي إلى سابقه خلال فترة أقصر من المتوقع.
— “لا نعلم” —
سبق وأن تعرّضت منشآت نفطية سعودية لضربات من قبل المتمردين في اليمن، لكن هجمات السبت كانت الأكثر خطورة. وأفاد مسؤول أميركي وكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة باتت متأكدة بأن الهجوم انطلق من الأراضي الإيرانية، وقد استخدمت فيه صواريخ “كروز”.
وتابع هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الادارة الاميركية تعمل حاليا على إعداد ملف لإثبات معلوماتها وإقناع المجتمع الدولي خاصة الاوروبيين بذلك، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الاسبوع المقبل في نيويورك.
لكن الوزير السعودي تجنب توحيه أصابع الاتهام لإيران، في ما بدا محاولة للتهدئة في المنطقة. وقال الأمير “لا نعلم من هي الجهة التي تقف خلف الهجوم”، مشدّدا على أن المملكة تسعى للحصول على “دلائل وقرائن بطريقة مهنية وبمعايير دولية متعارف عليها”.
وفي وقت سابق، نقت إيران الاتهام الأميركي. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر “لربّما هي (الولايات المتحدة) محرجة لأنّ مئات مليارات الدولارات من الأسلحة لم تعترض النيران اليمنية”، مضيفا “إلقاء الملامة على إيران لن يغيّر هذا الواقع”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت الاثنين أن مسؤولين أميركيين أطلعوا الرياض على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الهجمات شُنّت من إيران.
لكن مسؤولين سعوديين “أفادوا أن الولايات المتحدة لم تقدم (ما يكفي من المعلومات) لاستخلاص أن الهجوم أطلق من إيران”، مشيرين إلى أن المعلومات الأميركية “ليست قطعية”.
وارتفع التوتر بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى منذ أيار/مايو العام الماضي عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاق 2015 النووي وأعاد فرض عقوبات على طهران في إطار حملة لممارسة “أقصى درجات الضغط” عليها.
وردت إيران بدورها بخفض مستوى التزامها بالبنود الواردة في الاتفاق التاريخي، الذي نص على تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.
— خطة الاكتتاب مستمرة —
وجاءت الهجمات في وقت تستعد المملكة لطرح 5 % من أسهم ارامكو للاكتتاب العام الاولي، في عملية يتوقع أن تكون أكبر طرح للأسهم في العالم.
ويعتبر كثيرون أن الفشل في الوصول إلى 2 تريليون دولار في تقدير قيمة أرامكو، كان السبب الرئيسي في تأجيل عملية طرح الأسهم التي كانت مقررة في 2018.
ويشكل طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام حجر أساس برنامج الإصلاحات الذي وضعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة والتخفيف من اعتماده على النفط.
وأثارت الهجمات أسئلة بشأن إمكانية تأثيرها على خطة الاكتتاب العام.
لكن رئيس مجلس إدارة الشركة العملاقة ياسر بن عثمان الرميَّان قال خلال المؤتمر الصحافي ان “الاكتتاب العام مستمر كما هو، ولن نوقف أي شيء”.
واعتبر من جهته رئيس الشركة أمين الناصر ان استعادة ارامكو نصف الانتاج الذي خسرته في فترة يومين وتمكّنها من التعامل مع 13 حريقا خلال سبع ساعات “دليل على انها أكثر شركة يمكن الاعتماد عليها في العالم”.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.