عبق نيوز| أمريكا / ايران| قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس إن ايران ارتكبت “خطأ جسيما” بإسقاطها طائرة أميركية مسيرة، وهو حادث يقرّب البلدين من نزاع مفتوح في واحد من أكثر خطوط شحن النفط في العالم نشاطا.
وصرح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض عقب اسقاط الطائرة بالقرب من مضيق هرمز “لقد ارتكبوا خطأ جسيما”. وأضاف “هذا البلد لن يقبل بذلك الأمر، استطيع أن اؤكد لكم ذلك”.
إلا أنه وفيما قال واحد من كبار حلفائه الديموقراطيين أن اسقاط الطائرة “قرّب البلدين خطوة من الحرب”، قلل ترامب من خطورة الحدث وقال انه ربما كان “غير متعمد”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان إنه اسقط طائرة الاستطلاع المسيرة وهي من طراز غلوباب هوك “بعد أن اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية” فوق مياه مضيق هرمز.
إلا أن البنتاغون دان “الهجوم غير المبرر” في الأجواء الدولية، وقال إن الطائرة المسيرة كانت على بعد نحو 34 كلم من أقرب نقطة في إيران عندما أسقطها صاروخ أرض جو إيراني.
وردت إيران بدورها بالتوعد بإحالة الامر على الأمم المتحدة لإثبات أن واشنطن “تكذب”.
وحذر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إيران من “دفع الثمن” إذا استمرت في “سياساتها العدائية” وذلك في مؤتمر صحافي في لندن الخميس.
وارتفعت اسعار النفط الخام بنسبة 6% بعد الحادث الجديد وسط التوترات والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية التي تمارسها عليها الولايات المتحدة.
— منتقدون —
وأكد ترامب مرارا أنه لا يفضل خوض حرب مع إيران إلا لمنعها من الحصول على سلاح نووي. إلا أن القادة الإيرانيين أكدوا مرارا أنهم لا يسعون إلى امتلاك مثل هذا السلاح.
إلا أن منتقدي إدارة ترامب يقولون إن سياسة ممارسة “اقصى الضغوط” بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية هائلة والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى، ونشر المزيد من القوات البحرية والبرية والجوية في المنطقة، تجعل احتمال الحرب مرجحاً أكثر من أي وقت مضى.
ويأتي اسقاط الطائرة المسيرة بعد أن اتهمت واشنطن طهران بارتكاب عمليات تفجير استهدفت ناقلات نفط في مضيق هرمز. ونفت ايران أن تكون وراء الهجمات، رغم أنها هددت في الماضي بأنها ستغلق الخطوط البحرية المستخدمة لنقل كمية كبيرة من صادرات النفط العالمية.
وفي واشنطن أصبح الحديث عن الحرب جزءا من الجو المشحون مع بدء معركة ترامب لاعادة انتخابه. وقال السناتور ليندسي غراهام حليف ترامب الجمهوري، ان خيارات الرئيس “آخذة في النفاد”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن البلدين يتقربان من الحرب، رد “أعتقد أن أي شخص يعتقد أننا أقرب خطوة” إلى الحرب.
وأضاف “لقد اسقطوا طائرة مسيرة مملوكة للولايات المتحدة في المياه الدولية اثناء محاولتها استطلاع الوضع. ماذا عسانا أن نفعل؟”.
بدورها حذرت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، احد أكبر خصوم ترامب، من أن “البلاد لا ترغب في دخول حرب”.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من أن أي استخدام للقوة من جانب الولايات المتحدة ضد إيران سيقود إلى “كارثة” في المنطقة.
يستمر العداء بين طهران وواشنطن منذ عقود، إلا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض وتعيينه جون بولتون، الذي يتبنى سياسية متشددة حيال الشرق الأوسط، مستشاره للأمن القومي، أدى إلى تدهور شديد للعلاقات بين البلدين.
وبدأ التوتر يتصاعد في مايو 2018 مع إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في فيينا في 2015. وأعادت واشنطن فرض عقوبات قاسية على طهران.
ويعانى الاقتصاد الإيراني بشدة من العقوبات الأميركية. وإضافة إلى ذلك نشرت واشنطن حاملة طائرات وقاذفات نووية وسفينة هجومية برمائية وبطارية صواريخ دفاعية في المنطقة.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.