عرض ماي الأخير لإنقاذ بريكست يبدو محكوماً بالفشل

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تلقي خطاباً في وسط لندن في 21 مايو 2019 ، تصوير مشترك / كريستي ويغليسوورث / فرانس برس .

عبق نيوز| بريطانيا / لندن| دخلت جهود رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاربعاء في مأزق جديد بعدما لم تتمكن من اقناع غالبيتها البرلمانية ولا المعارضة بخطتها لانقاذ بريكست والتي اعتبرتها “الفرصة الأخيرة”.

ويُرجح أن تواجه ماي جلسة مكثفة من الأسئلة في البرلمان الأربعاء، قبل يوم واحد من تصويت بريطانيا في الانتخابات الأوروبية التي لم يكن يُتوقع أن تشارك فيها بعد ثلاث سنوات من إجراء الاستفتاء بشأن بريكست.

ووعدت ماي الثلاثاء بأن تعرض على النواب امكانية التصويت على إجراء استفتاء ثان بشأن بريكست وأعلنت عن سلسلة مبادرات آملة في أن تحلّ أزمة بريكست. وكان النواب البريطانيون رفضوا اتفاق بريكست ثلاث مرات.

وسبق أن قالت ماي إنها ستقدم استقالتها بعد فترة قصيرة من طرح الإجراءات التي اقترحتها على التصويت في مطلع الشهر المقبل، مهما كانت النتيجة.

وفي خطابها المتلفز الثلاثاء، وعدت ماي بإعطاء النواب فرصة إجراء استفتاء تأكيدي على أي صيغة من اتفاق بريكست يوافقون عليها في نهاية المطاف، في الأسابيع أو الأشهر القادمة. وقالت ماي “أنا أدرك قوة المشاعر الحقيقية والصادقة لدى مجلس (العموم) بشأن هذه القضية المهمة”.

وهذا الإجراء هو مطلب رئيسي لحزب العمال المعارض الرئيسي، لكن يعارضه بشدة المحافظون المؤيدون لبريكست والذين قد تحتاج ماي أصواتهم أيضاً لتمرير الاتفاق.

— “مسألة ديموقراطية” —

زعيم حزب “بريكست” نايجل فاراج في غرب لندن في 21 مايو 2019 ، تصوير :تولغا اكمان / فرانس برس .

 

ويأتي عرض ماي في حين تشارك بريطانيا الخميس في الانتخابات الأوروبية مع تقدم “حزب بريكست” والليبراليين الديموقراطيين المؤيدين للاتحاد الأوروبي على الحزبين الرئيسيين في البلاد، بحسب استطلاع أجراه مركز “يوغوف”.

وقال زعيم “حزب بريكست” نايجل فاراج أمام تجمع انتخابي أخير الثلاثاء إن “الأمر بات الآن أبعد بكثير من الخروج من الاتحاد الأوروبي. إنها مسألة أكبر وأعمق متعلقة بالديموقراطية”.

وأضاف “إذا حققنا فوزاً كبيراً الخميس، سنقضي على أي احتمال أن يفرض البرلمان علينا إجراء استفتاء ثان لأنهم يعلمون أنهم سيخسرون!”. وسيعقد فاراج الأربعاء لقاءً ثنائياً مع زعيم الليبرالي الديموقراطي فينس كايبل.

وقال كايبل أثناء تجمع حزبي “التصويت لليبراليين الديموقراطيين هو تصويت لبريطانيا عالمية ومنفتحة. التصويت لليبراليين الديموقراطيين هو تصويت لوقف بريكست”.

ويبدو أن الرفض القاطع لبريكست من جانب الحزب المؤيد للاتحاد الأوروبي يتوافق مع آراء من تبقى من الناخبين الذين يدعمون عادة حزب العمال أو المحافظين.

— “الفرصة الأخيرة” —

أنصار الليبرالي الديموقراطي يحملون لافتات أثناء تجمع ضمن الحملة للانتخابات الأوروبية في لندن في 21 مايو 2019 ، تصوير : بون ستانسول / فرانس برس .


 

 

وأكدت ماي أن اقتراحاتها هي بالنسبة للبرلمان “الفرصة الأخيرة” لإنهاء المأزق السياسي الذي أخّر موعد بريكست الذي كان مقرراً في الأصل في آذار/مارس وأثار غضبا شعبيا عارما.

ووصفت ماي هذه الاقتراحات بأنها “اتفاق بريكست جديد” ينبغي على بريطانيا أن تدعمه. وتسعى الحكومة إلى المصادقة على الاتفاق بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية ذلك الشهر، طالما أن النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان.

وفي حال لم يحصل ذلك، فقد يتمّ تأخير بريكست حتى 31 أكتوبر، وهو الموعد الذي حدّده الاتحاد الأوروبي، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلاً آخراً.

وقالت ماي “غالبية النواب يقولون إنهم يريدون تحقيق نتيجة الاستفتاء. لذلك أعتقد أننا نحتاج إلى مساعدتهم لإيجاد طريقة. وأعتقد أن هناك الآن فرصة أخيرة للقيام بذلك”.

وعرضت ماي 10 اقتراحات لادراجها في اتفاق بريكست جديد يُتوقع أن يتمّ التصويت عليه في الأسبوع الذي يبدأ في 3 يونيو، وتتضمن اتحاداً جمركياً موقتاً والحفاظ على حقوق العمال الأوروبيين.

وهذان الاقتراحان هما مطلبان رئيسيان لحزب العمال لكن ماي فشلت في الحصول على دعمه. وقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن “لا يمكن أن ندعم مشروع القانون هذا لأن ذلك بشكل أساسي هو إعادة صياغة لما تمّت مناقشته سابقاً”.

وتهدد اقتراحات ماي بتعزيز المقاومة في الصفوف الداعمة لبريكست ضمن حزبها المحافظ. وكتب وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وهو الأوفر حظاً ليخلف ماي في منصب رئاسة الحكومة، في تغريدة أنه لن يدعم الصيغة الجديدة من الاتفاق، بعد أن صوت لصالح الاتفاق في آخر مرة طُرح فيها على التصويت في البرلمان.

وقال إن “مشروع القانون يتعارض وبياننا بشكل مباشر — ولن أصوّت لصالحه. يمكننا ويجب علينا أن نفعل أفضل من ذلك — وتقديم ما صوّت الناس لأجله”، رافضاً فكرة أي اتحاد جمركي أو استفتاء ثان.

وكان التصويت الأخير على اتفاق بريكست في آذار/مارس، الأقرب للمصادقة عليه. إذ أنه كان يحتاج إلى 58 صوتاً إضافياً فقط من أصل 650 صوتاً في مجلس العموم لتبنيه.

ويعطي معظم المحللين والصحف البريطانية ماي فرصة ضئيلة لتمرير اتفاقها هذه المرة.

وكتبت صحيفة “غارديان” اليسارية أن “جهد ماي الأخير للحصول على دعم، يفشل في حين أن النواب يرفضون اتفاق بريكست +الجديد+”.

وقالت صحيفة “تايمز” إن “المحافظين يرفضون محاولة ماي الأخيرة بشأن اتفاق بريكست”، في حين كانت صحيفة “ديلي تلغراف” المشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي، أكثر صراحة فكتبت من جهتها عن جهود ماي إنها “يائسة، مخدوعة، محكوم عليها بالفشل”.

ويأتي التصويت أيضاً بالتزامن مع السباق لرئاسة الحزب.

وحذّرت ماي المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي في صفوف حزبها من أن رفض مبادرتها الأخيرة يهدد بإفشال بريكست إلى الأبد.

وقالت ماي إن هذه التسوية “عملية” وهي “مسؤولة. قابلة للتنفيذ”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

عرض ماي الأخير لإنقاذ بريكست يبدو محكوماً بالفشل

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد