عبق نيوز| ايطاليا/ فرنسا / المانيا / النمسا / ميلانو | انتقدت الأحزاب القومية الأوروبية بقيادة رئيس حزب “الرابطة” الإيطالي (يمين متشدد) ماتيو سالفيني، السبت في ميلانو الهجرة والإسلام وبروكسل، قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية، في تظاهرة كبيرة أفسدت عليها فضيحة طالت حليفها النمساوي.
وقبيل انطلاق هذا التجمع أرغم هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي (يمين متطرف) على الاستقالة من منصبه كنائب للمستشار وذلك بعد اتهامه بمحاولة الحصول عام 2017 على تمويل من “أوليغارشي” روسي مقابل صفقات.
وقد يكون طلب منه تمويل حزبه المرتبط من جهة أخرى باتفاق تعاون مع حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، روسيا الموحّدة. وألغى النائب الأوروبي هارالد فيليمسكي رئيس لائحة حزب الحرية النمساوي للانتخابات الأوروبية، زيارته لميلانو بسبب ذلك. وحل محله النائب الاوروبي جورج ماير، الذي لم يتطرق الى ذلك ودعا إلى “وقف الهجرة من إفريقيا والشرق الأوسط”.
وقبل أسبوع من الاقتراع الأوروبي تأتي هذه الفضيحة في توقيت سيء لسالفيني وحليفته الرئيسية مارين لوبن رئيسة التجمع الوطني في فرنسا (يمين متشدد).
وأمام عشرات الآلاف من مناصريه الذين تجمّعوا في ساحة كاتدرائية دومو الشهيرة بميلانو، انتقد نائب رئيس الوزراء كما فعل المتحدثون الذين سبقوه، “أوروبا النخب” وأوروبا “الماضي”.
— “لا يوجد عنصريون” —
وقال سالفيني “في هذه الساحة، لا يوجد متطرفون، لا يوجد عنصريون ولا فاشيون”. وأضاف أن “العنصريين هم أولئك الذين حكموا أوروبا خلال عشرين عاماً باسم الفقر وانعدام الاستقرار”.
ورُفعت لافتات حزبه الزرقاء وحمل أنصار التجمع الوطني بزعامة لوبن أعلاما فرنسية.
وكثّف سالفيني، نجم هذا التجمع الذي حضره 12 حزباً من اليمين القومي، الإشارات إلى الديانة الكاثوليكية وإلى أصول أوروبا اليهودية المسيحية، حاملاً بيده مسبحة الوردية ومتحدثاً عن مريم العذراء.
وقالت لوبن في خطاب قبل كلمة سالفيني، أن “يوم النصر” للأوطان “قد وصل”.
– “كفى إسلام” –
من جهته، قال زعيم حزب الحرية في هولندا خيرت فيلدرز “كفى إسلام”. وتابع “النخب السياسية في بروكسل لا تستحق ثقتنا بعد اليوم” معتبراً أن “أوروبا تحتاج إلى أكثر من سالفيني”.
وفي السياق ذاته، نددت لوبن بما وصفته بأنه “أوليغارشية من دون معايير” تريد “إضعاف أممنا”.
وأضافت “نقول +كلا+ لهذه الهجرة التي تغمر بلادنا وتعرّض للخطر أمن شعبنا (…) وقيم حضارتنا”، في خطاب اتّسم بعبارات متعلقة بالهوية.
من جهته، قال ممثل حزب الشعب الدانماركي “يجب أن ننظّف بعد ميركل ويونكر وماكرون”.
وينوي سالفيني ولوبن إرساء تحالف بين هذه الأحزاب التي لا تزال منقسمة بشأن مسائل مثل الانضباط في مستوى الميزانية وتوزيع المهاجرين الموجودين في دول الاتحاد الأوروبي، أو حتى بشأن روسيا، التي يُعتبر حزب الرابطة والتجمع الوطني الفرنسي قريبين منها.
وهدفهما هو جعل كتلة “اوروبا الأمم والحريات” التي تضم أصلا “الرابطة” و”التجمع الوطني” و”حزب الحرية” النمساوي وحزب “مصلحة الفلامنك” الهولندي، ثالث كتلة في البرلمان الاوروبي، وهي مرتبة ينافس عليها أيضا “تحالف الديموقراطيين والليبراليين لأجل اوروبا” الذي يمكن أن يضم النواب الفرنسيين من تيار الرئيس ايمانويل ماكرون.
وكان بارزاً في ميلانو غياب رئيس الوزراء المجري القومي المحافظ فيكتور أوربان الذي وعد سالفيني ب”التعاون” بعد الانتخابات لكنه يرفض أي تحالف مع لوبن وكذلك حزب “القانون والعدالة” البولندي رغم زيارة سالفيني إلى وارسو في كانون الثاني/يناير.
وأطلق أنصار الرابطة الذين كانوا متحمسين رغم الأمطار الغزيرة، على سالفيني لقب “القبطان”. ورغم أن سينو مادالوني المولودة في باليرمو تعمل في وكالة أوروبية في ألمانيا، فهي تطالب ب”أوروبا جديدة”.
أما دومينيك فرني الناشطة في التجمّع الوطني والآتية من آنتيب الفرنسية، فتشيد بسالفيني لأنه “قلل الهجرة” بينما ماكرون “لم يفعل الأمر نفسه لفرنسا”.
ومن المتوقع، بحسب البرلمان الأوروبي، أن يحصل حزب الرابطة على 26 مقعدا في البرلمان الاوروبي (زيادة بعشرين مقعدا) والتجمع الوطني الفرنسي على 20 مقعدا (زيادة خمسة نواب) وحزب البديل لألمانيا على 11 مقعدا (زيادة بعشرة مقاعد).
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.