عبق نيوز| ليبيا / طرابلس| سقطت قذائف على إحدى ضواحي طرابلس ليل الثلاثاء، مما زاد من معاناة المدنيين جراء هجوم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر المستمر منذ أسبوعين والذي يهدف لانتزاع العاصمة الليبية من الحكومة المعترف بها دوليا.
وسقطت القذائف قبل منتصف ليل يوم الثلاثاء بقليل على حي أبو سليم الجنوبي السكني بالقرب من مطار غير مستخدم، مما أدى لمقتل أربعة أشخاص على الأقل مما يزيد عدد القتلى الذي تقدره الأمم المتحدة بما يزيد عن 800.
وقال رجل في الأربعينات من العمر يدعى محمد لرويترز ”هذه حرب بلا معنى على المدنيين“. وكان محمد واحدا من سكان غاضبين في المنطقة التي لحقت أضرار بمنازل وسيارات بها.
وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن الهجوم.
ويصف حفتر والجيش الوطني الليبي عملية الزحف بأنه جزء من حملة لاستعادة الأمن وهزيمة المتشددين الإسلاميين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.
لكن حكومة طرابلس المعترف بها دوليا بزعامة رئيس الوزراء فائز السراج والتي أوقفت تقدم قوات حفتر عند الضواحي الجنوبية ترى في هذا القائد العسكري البالغ من العمر 75 عاما طاغية خطيرا على نمط القذافي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن آلاف المدنيين محاصرون في أحياء جنوبية بطرابلس بسبب القتال.
وأضاف في بيان أن فرق الإنقاذ وموظفي الإغاثة يواجهون صعوبة في الوصول إليهم وإن إمدادات الكهرباء والماء والاتصالات تضررت بشدة.
وفر نحو 20 ألف شخص حتى الآن من منازلهم، ويسعى البعض إلى ملاذ في مناطق أخرى داخل العاصمة لكن الغالبية تتجه إلى خارج المدينة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 36 خلال الهجوم.
وقال مكتب السراج إنه تفقد المنطقة المتضررة صباح يوم الأربعاء. ويبعد حي أبو سليم نحو ثمانية كيلومترات عن مركز المدينة، خلف الخطوط الأمامية للقوات الموالية للسراج التي تصد قوات الجيش الوطني الليبي إلى الجنوب منها.
وقال رجل يدعى عبد الرزاق ”رأيت القذائف وهي تسقط. هذه جريمة ارتكبها خليفة حفتر“.
— إيطاليا تخشى ”تسلل الإرهابيين“ —
انتاب الذعر قوى دولية بسبب التصعيد في ليبيا الذي أفسد خطة للأمم المتحدة لإحلال السلام ويهدد بوقف إمدادات النفط من البلد العضو في منظمة أوبك وقد يؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
لكن لم يظهر موقف مشترك نظرا لاختلاف مواقف دول الخليج وأوروبا إزاء الفصائل المختلفة.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إن هجوم حفتر زاد من خطر وجود متشددين على متن قوارب المهاجرين المتجهين إلى بلده.
وأضاف سالفيني، وهو زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة، في مقابلة مع محطة راديو راي 1 ”تسلل الإرهابيين الإسلاميين لم يعد خطرا لائحا بل أمرا واقعا.. لذا فإنه لزاما عليَّ أن أكرر أنه لن يُسمح بالرسو على شواطئ إيطاليا“.
وتمنع إيطاليا رسو سفن المنظمات الخيرية التي تنقذ المهاجرين بالبحر المتوسط، وتقول إن تلك السفن تساعد المهربين وتشجع على الهجرة الجماعية غير المنظمة. وتنفي المنظمات الخيرية انتهاك أي قوانين.
وتتهم الحكومة أيضا الاتحاد الأوروبي بترك إيطاليا وحدها في التعامل مع أزمة الهجرة خلال السنوات القليلة الماضية. ومنذ تولى سالفيني منصبه في يونيو الماضي، تراجع عدد الوافدين الجدد من المهاجرين بأكثر من 90 %.
وعن الصراع الليبي قال سالفيني ”تعمل إيطاليا ليل نهار من أجل السلام والحوار ووقف إطلاق النار حتى يسود المنطق السليم“. وتحاول روما دفع حفتر لوقف زحفه.
ولدى إيطاليا مصالح نفطية كبيرة في ليبيا، وهي تدعم السراج مما أدى لتوتر بينها وبين فرنسا التي كانت تدعم حفتر في السابق.
المصدر / رويترز .
Comments are closed.