عبق نيوز| البرازيل/ اسرائيل| زار الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الاثنين حائط المبكى في القدس الشرقية المحتلة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس دولة بزيارة للمكان برفقة رئيس وزراء إسرائيلي.
وتأتي الزيارة بعدما وصل بولسونارو، الذي أدى اليمين رئيسا للبرازيل في 1 يناير الماضي، إلى إسرائيل الاحد في زيارة تستمر ثلاثة أيام.
ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع جنوب باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو أقدس الأماكن لديهم. في حين يعتبره المسلمون جزءا من محيط الحرم القدسي.
ويقع حائط المبكى في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967، وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وينظر غالبا الى هذه الزيارات على أنها موافقة ضمنية على السيادة الإسرائيلية على الموقع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية “هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس دولة حائط المبكى برفقة رئيس وزراء إسرائيلي”.
وخلال زيارة قصيرة، دنا الرجلان من حجارة الحائط في أجواء ماطرة ولمسا بأيديهما الحجارة كنوع من تقليد ديني.
وجاءت زيارة بولسونارو بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حائط المبكى في 21 مارس الفائت برفقة نتانياهو، ليصبح أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يقوم بزيارة حائط المبكى مع رئيس وزراء إسرائيلي.
وأعرب بولسونارو مرارا عن دعمه القوي لإسرائيل.
وغداة انتخابه رئيسا في اكتوبر الماضي وعد بولسونارو بنقل مقر سفارة بلاده الى القدس على غرار ما فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الاول من مايو 2018. الا أنّه تريث بعد ذلك في قراره ولم يعلن موعد نقل السفارة بعد.
وإذا كان قرار نقل السفارة سيرضي داعميه من الكنيسة الانجيلية، فإنه بالمقابل يجازف بقيام الدول العربية بمقاطعة الصادرات البرازيلية من اللحوم الحلال.
— “الخطوة الاولى” —
وبدلا من نقل السفارة، أعلن بولسونارو الاحد من اسرائيل عزم بلاده على فتح مكتب دبلوماسي يعنى بالشؤون الاقتصادية في القدس.
وقال بولسونارو في مؤتمر صحافي عقده مع نتانياهو “لقد أتخذنا للتو قرار إقامة مكتب دبلوماسي مخصص للشؤون الاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا” في القدس.
من جهته قال نتانياهو “أريد أن أكشف لكم سرا : آمل بأن تكون هذه الخطوة الاولى نحو فتح سفارة للبرازيل في القدس”.
وردا على هذا التطور، أعلن نائب وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون العلاقات المتعددة عمار حجازي الاثنين أن السلطة الفلسطينية تدرس إجراءات قد تصل الى قطع العلاقات مع البرازيل، بسبب موقفها من مدينة القدس.
وقال نائب وزير الخارجية الفلسطيني لوكالة فرانس برس إنّ “مثل هذه القرارات تشكل انتهاكا للأسس التي ينظر إليها القانون الدولي لمدينة القدس الشرقية”.
وقرار نقل السفارة للقدس حساس للغاية إذ إن اسرائيل تعتبر القدس كلها عاصمة لها، فيما يسعى الفلسطينيون الى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتتفق غالبية دول العالم على أنّ وضع القدس يجب أن يتم تحديده عبر مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية.
وحتى الآن، خرقت الولايات المتحدة وغواتيمالا فقط هذا الإجماع عبر فتح سفارتين لهما في القدس. وجمّد الفلسطينيون التواصل مع البيت الأبيض على خلفية قرار ترامب.
وبات ترامب أول رئيس أميركي في الحكم يزور حائط المبكى وذلك في أيار/مايو 2017، لكن بدون ان يرافقه أي قادة من الدولة العبرية.
وزيارة بولسونارو الاثنين وقبلها زيارة بومبيو تأتيان قبل الانتخابات التشريعية في إسرائيل في 9 ابريل، حيث يواجه نتانياهو منافسة شرسة من قائد الجيش الأسبق بيني غانتس.
وقد منحته هذه الزيارات فرصة لتعزيز صورته كرجل دولة لا يمكن الاستغناء عنه في إسرائيل، وهو شعار أساسي في حملته الانتخابية.
وكان نتانياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل، عندما سافر لحضور حفل تنصيب بولسونارو في الأول من يناير.
وتحدث بولسونارو ونتانياهو عن “الأخوة” التي تجمعهما ومن شأنها تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والتكنولوجي والزراعي.
وتربط كلا من نتانياهو وبولسونارو علاقات جيدة مع ترامب.
وخلال زيارة الرئيس البرازيلي لواشنطن الشهر الفائت، أشاد ترامب ببولسونارو معلنا أن علاقة خاصة تجمعهما قد تؤدي إلى انضمام برازيليا إلى حلف شمال الاطلسي.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.