النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة في قمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية

رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يحضرون افتتاح القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ في مصر في في 24 فبراير 2019 ، تصوير : محمد الشاهد / فرانس برس .

عبق نيوز| الأتحاد الأوروبي/ الجامعة العربية| يستعرض قادة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية الاثنين في شرم الشيخ بشرق مصر، في اليوم الختامي لأول قمة بينهما، النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة التي تواجه الكتلتين.

ويشارك في القمة، التي بدأت الأحد تحت حراسة أمنية مشددة في منتجع شرم الشيخ، رؤساء وحكومات أكثر من أربعين بلدا أعضاء في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وبالرغم من أن قضايا حقوق الإنسان ليست مطروحة رسميا على جدول الاعمال إلا أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت أنها طرحتها في أثناء المداولات مع القادة العرب والاوروبيين.

– – حقوق الانسان —

وفي تصريحات على هامش أعمال القمة، قالت ميركل للصحفيين أنها تحدثت عن أهمية تحسين مستوى الرفاهية الاقتصادية في دول الجامعة العربية وهو ما يمكن أن يتحقق “فقط إذا كان المجتمع المدني قويا وفي إطار احترام حقوق الانسان” و”الاستماع الى الشباب”.

وتواجه العديد من الدول الاعضاء في الجامعة العربية، ومن بينها مصر البلد المضيف للقمة انتقادات بارتكاب نتهاكات في مجال حقوق الانسان.

وأشارت المستشارة الألمانية الى أن “مصير الاتحاد الأوروبي يتوقف الى درجة كبيرة على مصير الدول الأعضاء في الجامعة العربية”.

وبالنسبة للأوروبيين، فإن القمة ينبغي أن تساهم في تعزيز التعاون مع الدول العربية من أجل تثبيت التواجد الأوروبي في جنوب المتوسط في مواجهة روسيا والصين اللتين تسعيان لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي من المنطقة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مساء الأحد إن المنطقتين الجارتين يجب أن تعملا سويا في مواجهة “قوى دولية بعيدة عن منطقتنا”. ولم يسمّ توسك هذه القوى، لكن مسؤولاً في الإتحاد ألوروبي أكد لوكالة فرانس برس أنه يعني الصين وروسيا.

وقال مسؤول أوروبي “لا نريد أن تملأ روسيا والصين الفراغ” الذي ستتركه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.

— مصير مترابط —

وذهبت ميركل ابعد من ذلك معتبرة أن مصيري أوروبا والعالم العربي مترابطان. وقالت الاثنين إن “مصير الاتحاد الأوروبي يتوقف الى درجة كبيرة على مصير الدول الأعضاء في الجامعة العربية”.

وأضافت “رأينا ذلك في قضايا الهجرة واللاجئين ولذلك فان مهمتنا هي أن نرسي تعاوناً متعدد الأطراف (بين الكيانين) حتى لو كانت لدينا وجهات نظر شديدة الاختلاف في بعض الأحيان”.

وستخصص جلسة مغلقة للقادة الاثنين لتبادل الرأي حول النزاعات الاقليمية مثل اليمن وسوريا وليبيا والنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتحدث مع رئيس وزراء هولندا مارك روته خلال أول قمة عربية أوروبية في شرم الشيخ في مصر في 24 فبراير 2019 ، تصوير : خالد دسوقي / فرانس برس .

 

 

وفي هذا الصدد، أشارت ميركل الى ضرورة “حل الكارثة الانسانية الرهيبة في اليمن” وأهمية التوصل الى حل على أساس دولتين للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي .

ومساء الأحد، ندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تقود بلاده منذ العام 2015 تحالفا لمحاربة الحوثيين في اليمن، ب”التدخل” الايراني في هذا البلد.

وأعرب الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته أمام القمة الأحد عن أسفه “لاستمرار النزاعات في اليمن وليبيا وسوريا”. وندد ب”الأيدي الخارجية التي تلعب فيها سواء الأفعال الايرانية أو التحركات التركية”.

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إن “ترك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن وسائر المناطق التي تشهد تناحراً مسلحاً، بدون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً، ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة”.

— قضايا مشتركة —

حرصت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني من جانبها، على أن تشدد على المواقف “المشتركة” للكتلتين. وقالت “أتوقع أن تتم مناقشة كل هذه المسائل خلال القمة بروح إيجابية”.

إضافة الى النزاعات، سيعكف القادة الاثنين على بحث عدد من القضايا المشتركة: الهجرة والأمن والاحتباس الحراري والتنمية الاقتصادية.

وفرض ملف بريكست نفسه الأحد في القمة مع تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول المفاوضات الجارية مع المسؤولين ألأوروبيين لتجنب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس المقبل من دون اتفاق لتنظيم العلاقات بينهما.

لكنّ الأوروبيين ونظراءهم في الدول العربية يأملون في التركيز على التعاون العربي الاوروبي. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس إن الجامعة تنتظر من هذه القمة “بداية جديدة”.

وكان السيسي أكد في كلمته في افتتاح هذه القمة الأولى أن انعقادها يشكل “خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما”.

ومن القادة الأوروبيين القليلين المتغيبين عن القمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز وقادة ليتوانيا ولاتفيا. وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان-إيف لودريان. وشهدت مصر فترة عدم استقرار سياسي واقتصادي طويلة عقب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

وقال مصدر دبلوماسي غربي إن هذه القمة “تعتبر نجاحاً لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود الى مقدمة الساحة الدبلوماسية”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة في قمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد