عبق نيوز| أمريكا / المجر / روسيا | يسعى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته الاثنين الى المجر، إلى وقف تغلغل النفوذ الروسي في هذا البلد الذي يقيم علاقات معقدة مع الاتحاد الأوروبي.
ويصل بومبيو الاثنين إلى المجر كما سيزور سلوفاكيا وبولندا، في تأكيد على دور واشنطن في انهيار الشيوعية قبل 30 عاماً. وتشارك بولندا، الحريصة على تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة وسط عودة النفوذ الروسي، مع بومبيو في عقد مؤتمر مدته يومين حول الشرق الأوسط والذي لم يحظ بالكثير من الاهتمام، وسط اختلاف الأوروبيين مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشدد من إيران.
وتثير المجر مخاوف شديدة لدى القوى الغربية نظراً لأن رئيس وزرائها فيكتور اوربان يظهر سلطوية متزايدة، ويتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم القلق الغربي بشأن أوكرانيا، كما يمارس حق المجر في الاعتراض داخل الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 بلدا.
وذكر مسؤول أميركي أن بومبيو سيثير هذه المخاوف حول دعم اوربان لخط أنابيب “ترك ستريم” المدعوم من روسيا، وتمويل روسيا لمفاعل باكس النووي في المجر، وبشكل خاص موافقة المجر على السماح لشركة هواوي الصينية العملاقة بتطوير شبكاتها للجيل الخامس للهواتف، في الوقت الذي تتهم فيه واشنطن الشركة الصينية بتقويض الأمن العالمي.
— إشادة الشعبويين بترامب —
وكان قادة بولندا والمجر ذوي الاتجاهات اليمينية، من بين العدد القليل من الأوروبيين الذين أشادوا بترامب، نظراً لأنهم يشتركون معه في خطه المتشدد من اللاجئين، وتشجيعه للقيم المسيحية، وعدائه الكيانات المتعددة مثل الاتحاد الأوروبي.
وفي البداية رحبت الرئاسة الأميركية بالحوار مع أوربان، الذي كان يلقى معاملة فاترة من الرئيس السابق باراك أوباما، ولكن المخاوف تزايدت في واشنطن من أن المجر لم تقترب بشكل أكبر من المدار الأميركي.
والعام الماضي خيبت المجر أمل الولايات المتحدة بإعادة أشخاص يشتبه بأنهم تجار أسلحة روس مطلوبين لدى واشنطن، الى بلادهم.
ورغم تدخل السفير الاميركي، إلا أن جامعة أوروبا الوسطى في بودابست قالت العام الماضي إنها ستنقل عدداً من برامجها الرئيسية إلى فيينا بسبب المتطلبات الصعبة التي فرضها أوربان على المعاهد التي تعتبرها أجنبية.
وأسس الجامعة الملياردير المجري الأميركي جورج سوروس، المؤيد العلني للقيم الليبرالية والذي عاداه اليمين المتطرف في البلدين وصوره على أنه معاد للسامية. وذكرت وزارة الخارجية أن بومبيو سيناقش المخاوف مع اوربان وسيلتقي خلال زيارته إلى المجر بجماعات المجتمع المدني.
وقلل غيرغلي غولياس رئيس مكتب اوربان من أهمية اجتماع بومبيو بالمنظمات غير الحكومية، وصرح للصحافيين “يجب أن لا يتفاجأ أحد بلقاء وزير خارجية أميركي بمنظمات تتلقى الدعم من أميركا”.
— “علينا أن نتواجد هناك —
دافع المسؤول الأميركي بقوة عن الحوار مع المجر، وقال إن إدارة أوباما لم تهتم كثيرا بأوروبا الوسطى، بينما زار بوتين بودابست مرتين العام الماضي.
وقال المسؤول “علينا أن نتواجد هناك أو أن نتوقع الخسارة”. وأضاف أن “هذه الفراغات سببها أن الولايات المتحدة لم تتواجد بشكل أقوى في هذه المناطق. وقد ملأها آخرون”.
إلا أن يورغ فوربرغ الخبير في أوروبا الوسطى في صندوق مارشال الألماني الأميركي،فقال إن أوربان هو سياسي يعرف أن التأثير الأميركي عليه هو أقل من تأثير الاتحاد الأوروبي الذي تحداه على مدى سنوات رغم القوة المالية للاتحاد على المجر.
وأضاف “هذا البلد الصغير المسمى المجر، يبصق على القيم الغربية والشراكات التقليدية ومشاريع الاندماج القائمة مثل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي”.
وشكك في أن تتمكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من التنسيق بشكل كبير بشأن المجر نظراً لضعف علاقات ترامب بحلفاء أوروبيين ومن بينهم ألمانيا وفرنسا”. وأضاف فوربرغ “لا أعتقد أن أوربان يأخذ زيارة بومبيو على محمل الجد”.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.