المقاتلون الاكراد قد يتوقفون عن قتال الجهاديين في حال حصول هجوم تركي

المسؤولان السياسيان الكرديان رياض ضرار (يسار) والهام احمد خلال مؤتمرهما الصحافي في باريس في 21 ديسمبر، تصوير: ستيفان دو ساكوتين / فرانس برس .

عبق نيوز| سوريا / فرنسا | حذرت مسؤولة كردية الجمعة في باريس من أن قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد تضطر للتوقف عن قتال الجهاديين في المنطقة اذا اضطرت لاعادة نشر قواتها لمواجهة هجوم تركي محتمل.

كما حذرت الهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، والتي حضرت الى باريس مع المسؤول في المجلس رياض ضرار لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الاميركي سحب قواته من سوريا، من “خروج الوضع عن السيطرة” بالنسبة للجهاديين المسجونين لدى الاكراد.

وقالت أحمد للصحافيين “عندما لم يكن الاميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الارهاب، سنستمر في مهمتنا هذه لكن بمواجهة الارهاب هذا سيكون أمرا صعباً لأن قواتنا ستضطر الى الانسحاب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا”.

والأربعاء أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيسحب نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة منذ أيلول/سبتمبر ضد آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور. ويخشى الأكراد أن تشن تركيا هجوما عليهم قد يؤدي إلى إطلاق مئات الجهاديين الأجانب المعتقلين لديهم.

وطردت قوات سوريا الديموقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.

وقالت المسؤولة الكردية “في ظل تهديدات الدولة التركية وامكانية انعاش داعش مرة أخرى، نخاف أن يخرج الوضع عن السيطرة وألا يعد بامكاننا حظرهم في المنطقة التي يتواجدون فيها” مشيرة الى ان “هذا سيفتح المجال امام انتشارهم”.

بدوره قال عضو المجلس رياض ضرار “نخشى بسبب الفوضى ألا نتمكن من حماية المقار التي يتواجدون فيها”، في اشارة الى المقاتلين الجهاديين المعتقلين لدى الاكراد.

وشدد على ضرورة متابعة تداعيات القرار الأميركي وقال “نحن نلتقي مع المسؤولين في اوروبا لان لهم مسؤولية تاريخية في الحفاظ على أمن المنطقة وفي مواجهة الارهاب الذي يهدد العالم”.

واضاف ضرار “جرى الحديث حول مواجهة داعش لانها ما زالت موجودة ولم ينته أمرها بعد”، واصفا تنظيم الدولة الإسلامية بأنه “أخطر وجود ارهابي في العالم”، ومشددا على ضرورة عدم “انسحاب القوات المتحالفة معنا حتى ينتهي أمره”.

ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم الجهادي. وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها جهاديو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها. من جانب آخر دعت الهام أحمد الحكومة الفرنسية الى تقديم دعم للاكراد.

وقالت “الحكومة الفرنسية كان لها مواقف واضحة في الاسبق لكنها لم تستطع ان تغير كثيرا من القرار التركي، نأمل منها أن تلعب دورها بشكل اقوى في هذه المرحلة”. والتقى المسؤولان الكرديان مستشارين للرئيس ايمانويل ماكرون لبحث الوضع.

وأضافت أحمد “نطلب من الفرنسيين دعما دبلوماسيا” معتبرة ان “بامكان السلطات الفرنسية ممارسة ضغوط على تركيا لكي تكف عن اطلاق التهديدات”. وتابعت “كما طلبنا ايضا ان تتحمل القوات (الفرنسية) مسؤولياتها في المنطقة الى حين التوصل الى حل سياسي”.

واكد المستشارون الفرنسيون “الدعم والتضامن وتولوا شرح المحادثات التي أجرتها فرنسا مع السلطات الأميركية لمواصلة القتال ضد داعش” وفق بيان صادر عن الاليزيه بدون مزيد من التفاصيل.

واشارت احمد الى “قدرة فرنسا على لعب دورها ضمن الاتحاد الاوروبي وأن يتم فرض حظر جوي على هذه المناطق على الأقل كي لا يتم اعادة اعادة انتاج داعش وهو لسلامة الامن الدولي”.

والجمعة قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي إنه “في حين يقول الرئيس ترامب إن داعش قد اندثر، نعتبر من جهتنا أن سيطرته على الأراضي لم تعد كما كانت في العام 2014 … وصحيح أن نطاق سيطرته انحسر بشدّة تدريجيا، لكن لا يزال له جيب يقبع فيه الجهاديون”.

واضافت بارلي “لا بدّ في نظرنا من إنجاز هذه المهمة. ونحن لا نأخذ بالتحليل القائل إنه تمّ القضاء على سيطرة (التنظيم) على الأراضي. ويحقّ للشركاء أن يكون لهم تحليلات مختلفة”، مشيرة إلى أنه “في حال لم ينجز العمل، يكمن الخطر في أن تبقى مجموعات قائمة وتستعيد نشاطها”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

المقاتلون الاكراد قد يتوقفون عن قتال الجهاديين في حال حصول هجوم تركي

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد