واشنطن تنتقد موسكو وبكين في افريقيا وترغب في إنهاء بعثات السلام غير المجدية

بولتون اثناء مداخلته امام "هريتاج فاونديشن" في واشنطن الخميس في 13 /ديسمبر 2018، تصوير : نيكولاس كام / فرانس برس .

عبق نيوز| أمريكا/ روسيا / الصين /الأمم المتحدة / افريقيا | ندد مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون الخميس بسلوك بكين وموسكو في افريقيا حيث قال إن بلاده ستوقف مساعداتها المالية وتمتنع عن دعم مهمات حفظ السلام الأممية غير المجدية.

وسعى بولتون لدى عرضه “الاستراتيجية الجديدة” لادارة الرئيس دونالد ترامب في القارة الافريقية، إلى تكييفها مع شعار “أميركا أولاً”، علماً أن واشنطن لا تبدي اهتماماً خاصاً بالقارة التي تهجم ترامب على بعض بلدانها.

ويمكن أن يستشف من “الاستراتيجية الجديدة في افريقيا” ريبة إزاء المؤسسات الدولية وتوعداً بالتقتير في إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين، ومنافسة تعيد إلى الأذهان الحرب الباردة مع خصوم الولايات المتحدة.

وقال بولتون أمام مؤسسة “هريتاج فاونديشن” المحافظة للابحاث في واشنطن إن “القوى الكبرى المنافسة وهي الصين وروسيا توسع نفوذها المالي والسياسي بسرعة في أنحاء افريقيا. وهي توظف استثماراتها بصورة متعمدة ومكثفة في المنطقة لزيادة ميزاتها مقارنة مع الولايات المتحدة”، منددا بما وصفه انه “رشى” و”اتفاقات غامضة” ولجوء الصين الى تقديم ديون “لإبقاء الدول الأفريقية رهينة” لديها، أو حتى “النهب الروسي للموارد الطبيعية”.

— انتقاد الامم المتحدة —

ومضى في انتقاد سلوك الصين وروسيا الذي وصفه بأنه “انقضاضي” وقال إنه يعيق النمو الاقتصادي في إفريقيا” و”يشكل تهديداً كبيراً للمصالح الوطنية الأميركية”.

ولكن في حين أن الحكومة الأميركية تؤكد – مثل جميع أسلافها – أنها تتمنى الازدهار والاستقلال والحوكمة للبلدان الأفريقية، يبدو أن سياستها تفتح الباب أمام فك ارتباطها بالقارة، على الأقل بشكله التقليدي.

وقال بولتون إن الولايات المتحدة، التي تجعل من مكافحة الإرهاب الإسلامي بشكل دائم إحدى أولوياتها، تريد أن تتولى الدول الإفريقية مسؤولية أمنها. وسوف تدعو إلى “ترشيد أو مراجعة أو إنهاء” بعثات الأمم المتحدة التي لا تؤدي إلى إحلال “السلام الدائم”.

وقال “هدفنا هو حل الصراعات، وليس تجميدها إلى أجل غير مسمى”. واستشهد السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة وأحد “صقور” السياسة الخارجية المعادي للتعددية، على سبيل المثال بعملية الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أنه شارك في تأسيسها عام 1991 أثناء عمله في وزارة الخارجية الأميركية.

وردا على سؤال حول هذه التصريحات، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان عزيز حق إنه “ليس على علم بتخفيضات وشيكة في ميزانية (عمليات السلام) من الدول الأعضاء”. وأضاف أن “تفويضاتنا يضعها أعضاء مجلس الأمن” وتقع على عاتقهم مسؤولية تعديلها إذا لزم الأمر.

على نطاق أوسع، وعد بولتون بمراجعة المساعدات الاقتصادية الأميركية “سريعاً” لضمان أنها تحقق نتائج، في حين يسعى ترامب إلى تقليص الأموال المخصصة للبرامج الخارجية.

وقال بولتون، “للأسف، لم تسفر المليارات والمليارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين عن النتائج المرجوة، ومن الآن فصاعداً، لن تتسامح الولايات المتحدة مع هذا التقليد الممتد من تقديم مساعدات بدون نتائج، مساعدات دون مساءلة، ودعم بدون إصلاح”.

ففي جنوب السودان الذي شهد حرباً أهلية بعد تلقيه مساعدات أميركية كبيرة، قال بولتون “لن نقدم المزيد من القروض أو الموارد الأميركية لحكومة جنوب السودان بقيادة الزعماء المفلسين اخلاقيا الذين يكرسون هذا العنف الرهيب”.

وقال ابراهام دنمرك الخبير في مركز ويلسون للارهاب على موقع تويتر “هذا النهج يبدو غير مفيد بوجه خاص بالنسبة لي ويهدد بتقريب شركائنا المحتملين من بكين. ألا يمكن أن نهتم بإفريقيا لما فيها من مزايا دون أن نجعلها بيدقاً في لعبة الشطرنج الكبرى مع الصين؟”

المصدر / فرانس برس العربية .

واشنطن تنتقد موسكو وبكين في افريقيا وترغب في إنهاء بعثات السلام غير المجدية

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد