الغرب يحتفل مع براغ بذكرى مرور مئة عام على تأسيس تشيكوسلوفاكيا

الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافيل في مؤتمر صحافي في براغ في 15 أكتوبر 2009 ، تصوير : ميشال سيزيك / فرانس برس .

عبق نيوز| تشيكوسلوفاكيا / براغ |  يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس براغ خلال الأسبوع الجاري للاحتفال بذكرى مرور مئة عام على تأسيس تشيكوسلوفاكيا.

ويزور الرئيس الفرنسي الجمعة العاصمة السلوفاكية براتيسلافا أولا. وفي اليوم نفسه سيلتقي الرئيس التشيكي ميلوش زيمان ورئيس الوزراء اندريه بابيش الذي سيكون قد استقبل قبل ذلك ميركل. أما ماتيس فسيحضر الجمعة عرضا عسكريا كبيرا في براغ بحضور القادة السلوفاكيين أيضا.

وقبل قرن، أنشأ التشيك والسلوفاك في 28 اكتوبر 1918 تشيكوسلوفاكيا إحدى الدول التي انبثقت عن تفكك امبراطورية النمسا المجر.وقد عاشوا معا ثمانية عقود شهدت الكثير من الأحداث، قبل أن ينفصلوا وديا في 1993.

ويوم تأسيس تشيكوسلوفاكيا، أعلنت “اللجنة الوطنية” في براغ في بيان “أيها الشعب التشيكوسلوفاكي، كل ما ستقوم به اعتبارا من هذا اللحظة، ستقوم به بصفتك عضوا جديدا حرا في عائلة كبيرة للأمم الحرة والمستقلة!”.

وشكلت الاحتفالات التي شهدتها براغ من رقص في الشوارع ورفع أعلام وطنية لحظة نهاية حوالى 300 عام من هيمنة النمسا.

وكانت معركة الجبل الأبيض التي جرت في 1620 بعد قرن من اعتلاء عائلة هابسبورغ عرش النمسا وهزمت فيها طبقة النبلاء البروتستانتية المتمردة في بوهيميا في مواجهة الجيش الامبراطوري، أنهت استقلال مملكة التشيك. وتلت هذه الحادثة حملة لفرض الكاثوليكية والثقافة الألمانية بالقوة.

— تحرر وطني —

السياسي التشيكوسلوفاكي يان ماساريك في براغ في سبتمبر 1946 فرانس برس . 
السياسي التشيكوسلوفاكي يان ماساريك في براغ في سبتمبر 1946 / فرانس برس / ارشيف

 

وتحت تأثير تعزز النزعة السلافية، بدأت حركة تحرر لغوية وثقافية أولا ثم سياسية، تتسع منذ نهاية القرن الثامن عشر بما في ذلك بين السلوفاك، الجيران السلاف للتشيك الذين كانوا قد خضعوا لحملة فرض الثقافة المجرية عليه.

وتدين تشيكوسلوفاكيا بولادتها إلى حد كبير، لحملة قام بها خلال الحرب العالمية الأولى ممثلوها في المنفى التشيكيان توماس غاريك ماساريك واندفارد بينيس (توليا رئاسة تشيكوسلوفاكيا في وقت لاحق)، والجنرال الفرنسي السلافي ميلان راتيسلاف ستيفانيكا.

وهؤلاء الثلاثة عملوا على إقناع الدول المنتصرة في الحرب، أي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بدعم إنشاء دولتهم. ولعبت “الفيالق التشيكوسلوفاكية” المؤلفة من متطوعين وفارين من جيش النمسا-المجر دورا مهما أيضا.

ووقع الرئيس الفرنسي حينذاك ريمون بوانكاريه مرسوما يعترف بهذه الوحدات التي أنشئت في فرنسا كجيش مستقل، قبل عشرة أشهر من ولادة الدولة المستقلة. وفي 29 حزيران/يونيو 1918 أعلنت فرنسا رسميا دعمها لتطلعات التشيك والسلوفاك لإقامة دولتهم.

ونجم استقلال تشيكوسلوفاكيا في 28 تشرين الول/اكتوبر 1918 عن قبول فيينا للشروط التي فرضها الرئيس الأميركي حينذاك وودرو ويلسون وتقضي باستقلال شعوب امبراطورية النمسا المجر التي خسرت في الحرب العالمية الأولى، ومثلها ألمانيا.

بعد يومين، أكد ممثلون سلوفاك رغبتهم في العيش في دولة مشتركة مع التشيك، في بيان أعد في تورسيانسكي سفاتي مارتن.

— “طلاق ودي” —

السياسي التشيكوسلوفاكي ادفارد بينيس في براغ في سبتمبر 1946/ فرانس برس / ارشيف /
 

 

اصطدمت “الجمهورية الأولى” لتشيكوسلوفاكيا (1918-1938) التي كانت تعتبر “واحة ديموقراطية” في محيط من الأنظمة المستبدة، بسرعة بمشاكل مرتبطة بتعددها الاتني.

كانت هذه الدولة تضم حينذاك 6,8 ملايين تشيكي ومليوني سلوفاكي و760 ألف مجري و477 ألف من الروسينيين و190 ألف يهودي و110 آلاف بولندي، لكن خصوصا 3,2 ملايين من ألمان إقليم السوديت المعادين للدولة الجديدة.

واتخذ الديكتاتور النازي أدولف هتلر ذلك ذريعة لينتزع السوديت (المناطق الحدودية) من تشيكوسلوفاكيا باتفاقات ميونيخ التي وقعت في 1938، ثم جاء احتلال ألماني وإقامة “دولة سلوفاكية” مستقلة شكليا لكنها مرتبطة عمليا ببرلين.

بعد تحيرها، شهد تشيكوسلوفاكيا “انقلاب براغ” الشيوعي في 1948 قيام الدبابات الروسية بسحق الحركة الإصلاحية “ربيع براغ” التي أطلقت في 1968، قبل ان تستعيد الديموقراطية خلال “الثورة المخملية” في 1989 التي قادها المنشق التشيكي فاتسلاف هافيل.

بعد ثلاث سنوات، اتفق التشيك والسلوفاك على “الانفصال الودي” في الأول من يناير 1993. والدولتان التشيكية والسلوفاكية مستقلتان وعضوان في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

 المصدر / فرانس برس العربية .

الغرب يحتفل مع براغ بذكرى مرور مئة عام على تأسيس تشيكوسلوفاكيا

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد