الانفصاليون يستعرضون قواهم في كاتالونيا

متظاهرون يتجمعون للمشاركة في تظاهرة مؤيدة لاستقلال كاتالونيا في برشلونة في 11 سبتمبر 2018 في يوم العيد الوطني الكاتالوني ، تصوير : لويس خيني/ فرانس برس .

عبق نيوز| اسبانيا/ كاتالونيا / برشلونة | يستعدّ الكاتالونيون الانفصاليون للتظاهر بكثافة الثلاثاء في شوارع برشلونة في مناسبة “العيد الوطني” الكاتالوني أو “ديادا” يسعون خلاله إلى حشد قواهم، بعد عام على محاولة الانفصال الفاشلة عن إسبانيا في أكتوبر.

ومن المفترض أن تبدأ التظاهرة في شارع دياغونال عند الساعة 17,14 (15,14 ت غ)، لإحياء ذكرى سيطرة قوات الملك فيليبي الخامس على برشلونة في 11 سبتمبر 1714 قبل أن يلغي في وقت لاحق الإدارة الذاتية للمنطقة.

وقد بدأ توافد المناصرين وعلى أكتافهم أعلام انفصالية، إلى المدينة الكاتالونية. وقال بول سولا وهو طالب دكتوراه في العلوم البيولوجية “لا يمكن تجاهل هذا العدد من الناس. هذه التظاهرة تطالب بحق تقرير (المصير) وبحرية السجناء السياسيين”.

ومن أبرز مطالب هذه المسيرة تحرير القادة الانفصاليين المسجونين وعودة أولئك الذين فروا إلى الخارج بسبب دورهم في محاولة الانفصال. ووجهت تهمة التمرد إلى 13 من القادة الانفصاليين الذين قد تصل عقوبتهم إلى السجن 25 عاما في حال إدانتهم.

وسيحاول المعسكر الانفصالي الثلاثاء إثبات أنه لا يزال قوياً بعد عام على استفتاء تحديد المصير الذي أجري في الأول من أكتوبر وتلاه إعلان الاستقلال. لكنه لم يؤد الى نتيجة بسبب اعتبار مدريد أنه غير قانوني وقيامها بملاحقات في حق منظميه.

ويعتبر المحلل السياسي في جامعة برشلونة المستقلة أوريول بارتوموس أن “الانفصاليين سينزلون إلى الشارع لإظهار أنهم القوة السياسية المنظمة الأهمّ” في كاتالونيا لكن “ليست هناك رسالة واضحة” مثل العام الماضي.

— انقسامات —

ومنذ 2012، يستخدم الانفصاليون عيد “ديادا” للمطالبة باستقلال المنطقة الغنية الواقعة في شمال شرق إسبانيا حيث تتسبب هذه المسألة بانقسامات قوية.

وبحسب إحصاء أخير نشره معهد مرتبط بالحكومة الاقليمية في يوليو، لا يزال الكاتالونيون منقسمين حول الاستقلال، 46,7% منهم يؤيدون الانفصال فيما يعارضه 44,9%. وفاز الانفصاليون الذين يسيطرون على البرلمان، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أواخر يناير بنسبة 47,5% من الأصوات.

ومن ستراسبورغ، قال وزير الخارجية الإسبانية جوزيب بوريل وهو كاتالوني، “في يوم مثل اليوم، من المفترض أن نحتفل نحن الكاتالونيون بعيدنا الوطني وليس فقط بنداء استقلال يؤيده أقل من نصف السكان”.

وأكدت اينيس اريماداس، زعيمة حزب “كويدادانوس” (المواطنة) الوسطي والمناهض للانفصال في كاتالونيا، أن “اليوم، أكثر من نصف كاتالونيا لا يمكنها الاحتفال بأي شيء”.

والانقسامات موجودة أيضاً ضمن المعسكر الانفصالي نفسه بين الأكثر اعتدالاً في حزب “ايسكيرا ريبوبليكانا كتالانا” (اليسار الجمهوري الكاتالوني) المنفتحين على التفاوض والأكثر تشدداً.

وقال النائب في حزب “ايسكيرا ريبوبليكانا” جوان تاردا “إذا كان الانفصالي ساذجا وغبيا إلى حدّ تصديق أنه يمكن فرض الاستقلال على 50% من الكاتالونيين الذين ليسوا (انفصاليين)، من الواضح أنه مخطئ”.

— استقلالية مقابل تقرير المصير —

ولم يُترجم الخطاب المتشدد الذي يعتمده الرئيس الانفصالي الكاتالوني كيم تورا – الذي اختاره الرئيس الكاتالوني السابق كارليس بوتشيمون وهو لا يزال يتحكم بالسياسة الكاتالونية من بلجيكا – إلى أفعال.

وصرّح تورا الاثنين عشية عيد “ديادا” أن “حكومتنا تعهدت بجعل الجمهورية فعالة (…) الشعب (الكاتالوني) هو شعب يشعر أنه حرّ ويريد أن يكون حراً. وهو اختار أن يكون سيّد مصيره”.

ويطالب تورا الحكومة المركزية بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، ويؤكد أنه في حال استمرت مدريد بالرفض، لن يتخلى عن “أي طريق” لقيادة كاتالونيا إلى الاستقلال.

لكن أي خطوة تُتخذ من طرف واحد ستؤدي مجددا إلى وضع المنطقة تحت وصاية مدريد كما فعلت حكومة المحافظ ماريانو راخوي في أكتوبر الماضي.

وتسلم خلفه الاشتراكي بيدرو سانشيز السلطة في الأول من يونيو لا سيما بفضل أصوات الانفصاليين الكاتالونيين. واستأنف سانشيز الحوار مع الانفصاليين واقترح إجراء استفتاء لمنح المنطقة استقلالية أكبر. ورفض تورا هذا العرض، إذ إنه يريد احترام نتيجة الاستفتاء الذي أجري في الأول من أكتوبر 2017.

 المصدر / فرانس برس العربية .

الانفصاليون يستعرضون قواهم في كاتالونيا

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد