عبق نيوز| أمريكا/ واشنطن | أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن العرض العسكري الذي يرغب الرئيس دونالد ترامب في تنظيمه في العاشر من نوفمبر 2018، أرجئ في نهاية المطاف ربما إلى 2019 بينما تثير كلفته تساؤلات وانتقادات.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ في بيان إن “وزارة الدفاع والبيت الأبيض كانا يخططان لتنظيم عرض عسكري لتكريم قدامى الجيش الأميركي واحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى”. وأضاف “في البداية حددنا تاريخ 10 نوفمبر موعدا لهذا الحدث، لكن تم الاتفاق على دراسة امكانيات أخرى لتنظيمه في 2019”.
وكان مسؤول أميركي كشف لوكالة فرانس برس قبيل ذلك أن التقديرات لميزانية تنظيم حدث من هذا النوع تجاوزت التسعين مليون دولار، أي أكبر بأكثر من ثلاث مرات من التقديرات الأولية.
وفي الواقع، عندما أعلن البيت الأبيض في فبراير عن رغبة ترامب في تنظيم هذا العرض، قال مدير الميزانية ان كلفته ستتراوح بين عشرة ملايين وثلاثين مليون دولار.
وقال المسؤول نفسه إن تقديرات الكلفة وصلت الآن الى 92 مليون دولار وإن لم يتم تحديد أي رقم حتى الآن. وكانت رغبة ترامب في تنظيم حدث كهذا أثارت انتقادات وتساؤلات حول استخدام المال العام.
وذكرت منظمة المحاربين القدامى “أميريكان ليجن” التي تتمتع بنفوذ كبير “نعتقد أن أموال عرض عسكري يمكن أن يتم إنفاقها بشكل أفضل عبر تمويل وزارة المحاربين القدامى بالكامل ومنح جنودنا وعائلاتهم أفضل مساعدة ممكنة”.
وأعلن البيت الأبيض مطلع فبراير أن ترامب يريد تنظيم عرض عسكري لإبراز القوة العسكرية الأميركية. واقترح الحادي عشر من نوفمبر في عطلة “يوم المحاربين القدامى” لهذا العرض على شرف هؤلاء. وأدرج في البرنامج على ما يبدو عرض جوي يذكر بالعرض العسكري الذي تنظمه فرنسا في 14 يوليو.
— عرض “رائع” في 14 يوليو —
عبر الرئيس الأميركي عن إعجابه بالعرض العسكري الفرنسي في 14 يوليو، ووصفه بأنه “رائع”. وقد حضر العرض بعدما استقبله نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بحفاوة كبيرة في باريس العام الماضي. وأعجب ترامب خصوصا بالحرس الجمهوري الذي مر عناصره على خيولهم والطائرات التي حلقت فوق جادة الشانزيليزيه.
وقد اقترح أولا تنظيم عرض مماثل في جادة بنسلفانيا التي تمتد بين البيت الأبيض والكونغرس في عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من تموز/يوليو. وقال في سبتمبر “يمكننا أن نفعل شيئا مماثلا في واشنطن في جادة بنسلفانيا”.
وتحدثت وسائل الإعلام الأميركية بسرعة عن الكلفة الكبيرة لحدث من هذا النوع، معبرة عن أسفها لتحويل أموال الأزمة لتدريبات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية رأى ترامب أنها نفقات “هائلة”، إلى عرض عسكري كبير.
وقال ترامب في يونيو بعد لقائه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون “سنوقف التدريبات العسكرية لنقتصد كمية هائلة من المال”.
وتبين فيما بعد أن ما سيقتصده البنتاغون في يوليو بعد إلغاء هذه التدريبات هو 14 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد بالمقارنة مع الكلفة المقدرة للعرض العسكري وهي تسعين مليونا.
وفي شباط/فبراير الماضي، قال 61 بالمئة من الناخبين الأميركيين إنهم يعارضون هذا العرض العسكري حسب استطلاع للرأي أجراه معهد “كينيبياك”.
وتنظم الولايات المتحدة عادة عروضا عسكرية عند الاحتفال بإنتهاء نزاع عسكري ما، مثلما حدث عام 1991 عندما نظم الرئيس جورج بوش عرضا بعد انتهاء حرب الخليج الأولى.
Comments are closed.