عبق نيوز| اليمن / الحديدة | أصبح ميناء الحديدة اليمني، المدخل الرئيسي للمواد الغذائية والمساعدات الموجهة الى الملايين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، على خط نار عمليات التحالف العسكري بعدما بات يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون في البحر الأحمر.
وكانت سفينة تركية محمّلة بالقمح تعرضت لهجوم قبالة اليمن، بحسب ما أكد الثلاثاء المتحدث الرسمي باسم قوات “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الطيار الركن تركي المالكي، لافتا الى ان التحقيقات أظهرت أنه “هجوم مدبر من ميناء الحديدة”.
وأوضح المتحدث “تبين اختراق صاروخ جدار السفينة الخارجي”. والاربعاء، أعلنت القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العسكري انها تمكنت من تدمير زورقين للمتمردين الحوثيين “كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر”، مشيرة الى “فرار” زورقين آخرين.
وتدفع هذه الحوادث قيادة التحالف نحو اعتبار الميناء اليمني منطلقا لعميات عسكرية يشنها المتمردون في البحر الاحمر، ولتهريب الصواريخ البالستية التي تطلق على السعودية بشكل مكثف منذ نوفمبر الماضي.
ويخشى المجتمع الدولي ان تتأثر وتيرة وصول المساعدات الى اليمن عبر ميناء الحديدة في حال قرر التحالف التقدم واستعادة مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين.
ورغم ذلك، شنت قوات مقرّبة من الامارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف، عملية واسعة في المناطق المحيطة بالحديدة من اجل استعادة السيطرة على المدينة الساحلية الواقعة في غرب اليمن والقريبة من صنعاء الخاضعة كذلك لسيطرة المتمردين منذ سبتمبر 2014.
وتدور معارك عند اطراف الحديدة بين المتمردين والقوات المدعومة من التحالف، وقد نجحت هذه القوات في تحقيق تقدم حتى باتت خطوط التماس عند شمال المخا على بعد نحو 184 كلم جنوب الحديدة، وعند مديريتي الجراحي وحيس شرق وجنوب المخا.
وقال محافظ الحديدة الحسن طاهر المتواجد في مدينة المخا في تصريح لوكالة فرانس برس ان العمليات العسكرية “تسير بوتيرة عالية (…) وقد تمكنت القوات من التقدم بعمق قرابة عشرين كلم”.
— قوات غير متجانسة–
وتتقدم القوات اليمنية وسط حقول من الألغام، وتحاول في الوقت ذاته تجنب خوض معارك في المناطق السكنية. وقال المحافظ ان العمليات العسكرية “يتم فيها مراعاة المدنيين وتحرص قواتنا على عدم الدخول نحو المناطق او القرى السكنية، بل نعمل على تنفيذ التفاف على الحوثيين ومحاصرتهم (…) وإجبارهم على الانسحاب”.
وفي 17 مايو، أعربت منظمة الشفافية الدولية عن قلقها على مصير النازحين الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم بسبب المعارك في محافظة الحديدة، مشيرة الى ان أعدادهم تقدر بالآلاف.
وتقول مصادر عسكرية ان طلائع القوات المدعومة من التحالف تتواجد حاليا على بعد نحو 70 كلم جنوب مدينة الحديدة. والمعارك التي تدور في المحافظة غالبا ما تكون عنيفة وتؤدي الى سقوط أعداد كبيرة من القتلى من الطرفين. وقبل نحو اسبوع، قتل 64 من المتمردين و19 من القوات اليمنية خلل 24 ساعة في اشتباكات في مديرية الجراحي ومديرية التحيتا القريبة منها، بحسب ما افادت مصادر طبية فرانس برس.
وفي بداية الاسبوع الحالي، قتل 26 من المتمردين وتسعة من القوات الحكومية في معارك جديدة. وكانت الامارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى “المقاومة اليمنية” من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.
وتضم هذه القوة “الوية العمالقة” التي ينخرط فيها الآلاف المقاتلين الجنوبين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و”المقاومة التهامية” التي تضم عسكريين من ابناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وثالث هذه القوى “المقاومة الوطنية” التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي.
وأوضح المتحدث باسم “المقاومة الوطنية” صادق دويد ان قوة صالح “تشارك بقوة في معركة الخلاص من اتباع ايران (…) ونقاتل جنبا الى جنب مع +ألوية العمالقة+ و+المقاومة التهامية+ وتقود هذه القوات غرفة عمليات مشتركة تحت غطاء التحالف العربي”.
والمعارك في غرب اليمن هي الأكثر عنفا في البلد الافقر في شبه الجزيرة العربية حيث قتل نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء التحالف عملياته في مارس 2015 بعد سيطرة المتمردين المتهمين بتلفي الدعم من ايران على مناطق واسعة بينها صنعاء.
Comments are closed.