#عبق_نيوز| ليبيا | «عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون».. هكذا يقول النص.. وهكذا كانت رؤيا الملك في سورة يوسف، و هذا ما نتمنى أن يكون الحال في ليبيا. غير أن الأمر يتعدى حدود الأماني الطيبة بعد أن امتدت كل الأيادي داخل القدر الليبية التي تغلي على نار المتغيرات الدولية . في هذا الشهر ” فبراير ” قبل سبع سنوات تفجرت الأحداث في ليبيا – و سنحاول انتقاء الكلمات – حتى لا نستفز أي من الأطراف التي انشطرت و تشظت و كلما دخلت أمة لعنت أختها . بدون الغوص في التفاصيل حيث يرقد الشيطان آمنا مطمئنا وجب أن نتوقف لحظة لنسأل كل الفرقاء : إلى أين أنتم سائرون ؟ للإسلاميين نقول : أليس فيكم رجل رشيد يترجم لكم أن أوروبا والعالم لن يسمحوا لكم بإمارة إسلامية على قبالة سواحل أوروبا ؟ لقد كان شهر العسل بين قوى الغرب و التيارات الإسلامية قصيرا و انتهى بالطلاق البائن دون نفقة متعة ولا مؤخر صداق. إذن لنشطب من قائمة الاختيارات فكرة إمارة و خلافة و مشتقاتها لا بعمامة وإزار ولا بربطة عنق و مسبحة . و للمعتكفين في المربع الأول نقول أن البكاء على الأطلال فيه كثير من الشاعرية لكنه لا يبني دولا و الزمن لا يعود للوراء هناك استحقاقات عاجلة غير آجلة إما أن تتعاملوا معها أو تجدون أنفسكم على هامش الأحداث . في هذا تحضرني قصة صديق تعرض لحادث مرور, يرقد على سرير المستشفى وقدماه معلقتان بأسلاك معدنية ووجهه مغطى بالقطن ,و كل ما دخل زائر نهره على السرعة و تفضل عليه بمحاضرة عن خطورة السرعة والآثار السيئة لعدم احترام قواعد المرور. كل ذلك الحديث صحيح لكن الحالة لا تحتمل المواعظ و صاحب الساقين المكسورتين بحاجة الى جبر الخاطر كحاجته الى جبر الكسر أما الأحاديث المطولة و النصائح المفيدة فمن المفيد تأجيلها . من ضرب من , و من خان من, ومن أجرم في حق من, هناك آلاف الأسئلة و أضعافها من الإجابات سنظل نختلف حولها كاختلافنا على حديث وجوب الوضوء بعد أكل لحم الجزول . لذا فإن تكرمكم بالتوقف قليلا و النظر إلى معاناة المواطن وألام الوطن سيكون نوعا من اللطف الذي فقدنا و افتقدناه . خرافة أن كل طرف يريد إلغاء الأطراف الأخرى وأن كل من امتلك دبابتين و بضعة بواريد و باستطاعته ان يحكم ليبيا غصبا عن إرادة أهلها أسطورة لا يصدقها شخص عاقل. إذن لنتفق بداية أنه يجب أن نحافظ على الوطن موحدا و في مرحلة لاحقة نتصارع عمن يحكمه فذلك أفضل ألف مرة من أن يستأثر كل بقطعة أرض و يصور له خياله المريض أنه قد أصبح أميرا . المعاناة دامت سبع سنين والمواطن هو من يدفع الثمن و ليس من مصلحة أحد استمرار الحال على ما هو عليه, نقول ذلك بمنتهى التجرد دون أن يعني ذلك أننا ناطقون باسم طرف محدد و هذا الرأي لا يلزم سوى كاتبه . المبعوث الأممي الرابع بعد استهلاك الثلاثة السابقين و رغم عقده لحاجبيه مستنفرا خبرة اللبنانيين في التعامل مع الحرب الأهلية إلا انه لن يستطيع أن يكون ليبيا أكثر من الليبيين وببساطته يتوقع أن ينتهي الموضوع بصندوق الاقتراع لكن المسألة أن الصندوق لن يخرج منه مارد القمقم وستكون نتائجه بحجم المتنافسين . إذا لم يجد الليبيون ضوءا في نهاية النفق فليوقدوا نارا أو ليأتوا بقبس لعلهم يجدون على النار هدى . وذلك لن يتأتى إلا بالحكمة التي لازالت غائبة و نحن في انتظار عودتها .
المصدر / نقلا عن صحيفة الموقف السياسي ( http://libyanstand.com ) .
Comments are closed.