[ad id=”1158″]
تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء التوصيات التي وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، وستكون مناسبة له لتطبيق ما كان وعد به خلال حملته الانتخابية.
والخطة التي اعدها وزير الدفاع جيمس ماتيس سيناقشها الان ابرز المسؤولين في الادارة الاميركية. ولم يدل البنتاغون بتفاصيل عن مضمون الوثيقة التي قدمها ماتيس ولا عن البرنامج الزمني للقرارات التي ينبغي اتخاذها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف ديفيس ان الهدف هو فقط تحديد “اطار لمشاورات مقبلة”، موضحا ان هذا الاطار “للتغلب سريعا على تنظيم الدولة الاسلامية” هو “واسع” و”شامل”. ولفت الى انه “ليس فقط عسكريا” و”لا يشمل فقط العراق وسوريا”. ولم يفوت ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية الا انتقد فيها التقدم البطيء للحرب ضد التنظيم الجهادي في العراق وسوريا.
وفي الثامن والعشرين من يناير الماضي، بعد ثمانية ايام من تنصيبه رئيسا، اصدر مرسوما يمهل البنتاغون ثلاثين يوما لاعداد خطة جديدة تسرع الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبعد سنتين ونصف سنة من بدء الضربات الجوية الاميركية في سوريا والعراق، خسر التنظيم اكثر من نصف الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، واكثر من ربع الاراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا. ولا يزال يسيطر على قسم من مدينة الموصل التي اعلنت منها “الخلافة”، وعلى مدينة الرقة في شرق سوريا.
ومن بين الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها الادارة الاميركية : زيادة عدد المستشارين الاميركيين في سوريا والعراق، وربما السماح للجنود الاميركيين بالمشاركة مباشرة في المعارك ضد التنظيم الجهادي.
وعارض الرئيس السابق باراك اوباما اي تدخل اميركي عسكري مباشر. الا انه ارسل اكثر من خمسة الاف جندي اميركي الى العراق لتدريب القوات العراقية. كما ان هناك 500 مستشار عسكري اميركي في سوريا.
لم يستبعد الجنرال جو فوتل قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الاسبوع الماضي خلال زيارة قام بها لشمال سوريا، تعزيز الوجود العسكري الاميركي في هذا البلد. ومما قاله فوتل يومها “انا مهتم جدا بضرورة الحفاظ على اندفاعتنا”، مضيفا “قد نجد انفسنا مجبرين على تسلم اعباء اكبر”.
واذا كانت قوات التحالف الدولي في العراق تعتمد بشكل اساسي على القوات الحكومية في هذا البلد في المواجهات المباشرة على الارض مع التنظيم الجهادي، فان الوضع في سوريا اكثر تعقيدا، ولم تقرر القوات الاميركية بعد ما هي الخطة التي ستعتمدها لاستعادة الرقة.
والقسم الاكبر من المكاسب التي تحققت في سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية تم بفضل قوات سوريا الديموقراطية التي تتالف باكثريها من قوات كردية مع قوات عربية.
ويمكن ان تقرر ادارة ترامب زيادة دعم هذه القوات، خصوصا عبر تزويدها باسلحة اكثر تطورا من الاسلحة الخفيفة والاليات الخفيفة التي قدمتها لها حتى الان.
ويعتبر الاميركيون ان قوات سوريا الديموقراطية اثبتت فعاليتها خصوصا بعد ان دخلت مدينة منبج في اغسطس 2016 في شمال سوريا.
الا ان تركيا الحليف الاستراتيجي لواشنطن في المنطقة تعتبر القوات الكردية في سوريا جزءا من حزب العمل الكردستاني في تركيا الذي تصنفه ارهابيا.
وعرضت تركيا على الولايات المتحدة ان تتولى قواتها استعادة الرقة مع الفصائل السورية المعارضة الموالية لها.
وباتت المشكلة هنا بالنسبة للادارة الاميركية سياسية ايضا، اذ لم يتم الاتفاق بعد على القوى التي ستسيطر على الرقة وشرق سوريا بعد طرد التنظيم الجهادي منها.
وقال الجنرال جو دانفورد قائد اركان الجيوش الاميركية الاسبوع الماضي في واشنطن “كل الذين شاركوا منا في نزاعات الشرق الاوسط خلال السنوات ال15 الاخيرة يعلمون بان كل ما يقوم به العسكريون على الارض يجب ان يندرج في اطار اهداف سياسية، وما لم يحصل ذلك فلن ينجح الامر”.
وكانت الادارة الاميركية تتوقع ربما تحسن العلاقات مع موسكو لتذليل هذه العقبات، الا ان هذا الامر لا يزال بعيدا على ما يبدو وخصوصا انه لم تتم برمجة اي لقاء بعد بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبقدر ما كان دونالد ترامب عشوائيا في مواقفه من جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، مثل دعوته الى “قصفهم حتى الموت” و”ابادة عائلاتهم”، جاءت تصريحات وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس موزونة ومشددة على الالتزام بالتحالفات التقليدية للولايات المتحدة.
المصدر / وكالة فرانس برس للأنباء .
[ad id=”1163″]
Comments are closed.