عبق نيوز| أوكرانيا / روسيا | كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته الجمعة إلى هدنة في الجو والبحر في أوكرانيا، بعد ليلة من القصف الروسي المكثف لمنشآت طاقة عبر البلاد، قبل أيام قليلة من عقد اجتماع دبلوماسي في المملكة العربية السعودية بين الأميركيين والأوكرانيين.
ويأتي هذا القصف عقب قمة جمعت قادة الاتحاد الأوروبي الذين أبدوا الخميس في بروكسل رغبتهم في تعزيز القدرات الدفاعية للقارة، في مواجهة تغيير واشنطن موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية وتجميد مساعداتها العسكرية لكييف وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها.
وكتب زيلينسكي على إكس “الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات”، داعيا إلى “وقف” استخدام “الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى”.
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة إنه يؤيد فكرة الهدنة “في الجو والبحر” التي اقترحها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال إردوغان “نحن نؤيد فكرة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن ووقف الهجمات الجوية والبحرية كإجراء لبناء الثقة بين الطرفين”، وعرض مجددا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا.
ومن المقرر عقد اجتماع الثلاثاء في السعودية بين وفدين أميركي وأوكراني من أجل تحديد “إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار”، بحسب الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأعلن زيلينسكي الخميس أنه سيسافر أيضا إلى السعودية الاثنين للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وسيتوجه الرئيس الأوكراني أيضا إلى جنوب إفريقيا في 10 أبريل، وهي زيارة تعد جزءا من “امتداد للالتزامات الجارية” بشأن “عملية سلام شاملة” بين كييف وموسكو، وفق ناطق باسم رئاسة جنوب إفريقيا.
– هجوم “مكثف” –
وصباح الجمعة، قال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو عبر فيسبوك إن “منشآت الطاقة والغاز في مناطق أوكرانية عدة تتعرض مجددا لقصف مكثف بصواريخ ومسيّرات” مضيفا أن “كل الإجراءات الضرورية تتخذ لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة والغاز”.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني الجمعة بأن روسيا أطلقت 58 صاروخا و194 مسيرة على الأقل خلال الهجوم ليل الخميس الجمعة.
وأعلن أنه أسقط 34 صاروخا و100 مسيّرة، مضيفا أنه استخدم طائرات ميراج الفرنسية للمرة الأولى لصد الهجوم الروسي.
وأطلقت صافرات الإنذار في كل أنحاء البلاد خلال الليل، مع الإبلاغ عن وقوع أضرار وإصابات في العديد من المناطق.
من جهة أخرى، أصيب خمسة أشخاص بجروح ليل الخميس الجمعة في خاركيف في شرق أوكرانيا بحسب السلطات.
وكتب رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف عبر تلغرام أنه تم انتشال امرأة حية من تحت الأنقاض وهي تتلقى الرعاية الطبية مشيرا إلى تضرر العديد من المباني “إلى جانب منشأة حيوية ومبنى سكني”.
وفي ترنوبل (غرب) “أصابت صواريخ منشأة صناعية حيوية” من دون التسبب في وقوع إصابات بحسب حاكم المنطقة ياتشيسلاف نيغودا الذي حذّر من احتمال فرض قيود على إمدادات الغاز.
وفي وقت سابق من الليل، تم الإبلاغ عن أضرار لحقت ببنى تحتية حيوية في منطقة أوديسا في جنوب البلاد.
وقال جهاز الطوارئ إن “الهجوم تسبب في نشوب حرائق في ثلاثة مبان سكنية. كذلك، لحقت أضرار بمنشآت حيوية. وبحسب التقارير الأولية، لم يصب أحد”.
وفي اليوم السابق، أدت غارات روسية على فندق في كريفي ريه إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين، بحسب السلطات.
– “إعادة تسليح أوروبا” –
وقال زيلينسكي الخميس إن “متطوّعين أميركيين وبريطانيين” في منظمة غير حكومية كانوا في هذا الفندق ونجوا.
وبعد أسبوع من المشادة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، تواجه أوكرانيا تجميد المساعدات العسكرية الأميركية وكذلك وقف تبادل المعلومات الاستخبارية معها.
وهذا القرار يعيق الكشف المسبق عن ضربات العدو، بحسب ما قال خبراء لوكالة فرانس برس.
وفي مواجهة توقف الدعم الأميركي لأوكرانيا، أعطى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين اجتمعوا في بروكسل الخميس في قمة استثنائية بشأن أوكرانيا، الضوء الأخضر لخطة طرحتها المفوضية الأوروبية لـ”إعادة تسليح أوروبا” تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو وتؤكّد “ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير”.
من جهته، استنكر الكرملين الجمعة “خطاب المواجهة” للاتحاد الأوروبي، وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف “نحن نرى أن الاتحاد الأوروبي يناقش بنشاط مسألة التسلح، ونحن نتابع ذلك عن كثب لأن الاتحاد الأوروبي يعتبر روسيا عدوا رئيسيا”، مستنكرا “خطاب مواجهة” يتعارض و”البحث عن تسوية” للصراع في أوكرانيا.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.