عبق نيوز| باكستان/ أفغانستان| قتل 39 شخصا على الأقل وجرح العشرات الأحد في تفجير انتحاري خلال تجمع سياسي لحزب إسلامي متطرف بشمال غرب باكستان، حسبما أعلن مسؤولون.
واستهدف التفجير حزب جمعية علماء الإسلام، أحد الشركاء في الائتلاف الحكومي ويتزعمه رجل دين نافذ.
وكان أكثر من 400 من أعضاء وأنصار الحزب يتجمعون تحت خيمة عند وقوع الهجوم في بلدة خار القريبة من الحدود مع أفغانستان.
وقال صبيح (24 عاما) أحد انصار الحزب وقد اصيب بكسر في ذراعه بسبب الانفجار “كنا ننتظر وصول القيادة المركزية حين دوى صوت مفاجىء وقوي”.
واضاف في اتصال هاتفي مع فرانس برس “وجدت نفسي ممددا قرب شخص فقد أطرافه”.
وقال وزير الصحة في ولاية خيبر بختونخوا رياض أنور لوكالة فرانس برس “يمكنني ان أؤكد أن في المستشفى 39 جثة إضافة إلى 123 جريحا من بينهم 17 حالتهم خطيرة”.
وأضاف لفرانس برس “كان هجوما انتحاريا. فجر المهاجم نفسه على مسافة قريبة من المنصة”.
وأكد حاكم الولاية حاجي غلام علي لوكالة فرانس برس عدد القتلى.
وأظهرت مشاهد من مكان التفجير نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جثثا ممدة في أنحاء موقع الانفجار، فيما كان متطوعون يساعدون على نقل المصابين المضرجين بالدماء إلى سيارات إسعاف.
ومن المتوقع أن يتم حل الجمعية الوطنية في باكستان في غضون الأسابيع القادمة قبيل انتخابات مرتقبة في أكتوبر أو نوفمبر، بينما تستعد الأحزاب السياسية للقيام بحملاتها الانتخابية.
وتزامن التفجير مع زيارة مرتقبة لوفد صيني رفيع يضم نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ ويتوقع وصوله مساء الأحد إلى العاصمة.
– نشاط للفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية –
لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية، شن مؤخرا هجمات استهدفت جمعية علماء الإسلام.
العام الماضي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجمات عنيفة استهدفت علماء دين مرتبطين بالحزب الذي يمتلك شبكة كبيرة جدا من المساجد والمدارس الدينية في شمال وغرب البلاد.
ويتهم التنظيم الجهادي جمعية علماء الإسلام بالنفاق لكونها مجموعة دينية إسلامية دعمت حكومات متعاقبة والجيش.
بدأ زعيم الحزب فضل الرحمن نشاطه السياسي كرجل دين متشدد لكنه عمل على تلطيف صورته العامة خلال السنوات التالية سعيا لإبرام تحالفات مع أحزاب علمانية من سائر الأطياف.
ومع قدرته على حشد عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس الدينية، لا يجمع حزبه جمعية علماء الإسلام الدعم الكافي لتولي السلطة بمفرده، ولكنه عادة ما يكون لاعبا رئيسيا في أي حكومة.
تشهد باكستان زيادة كبيرة في عدد الهجمات منذ عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان المجاورة عام 2021.
وقد وجّهت جماعة طالبان الباكستانية، “حركة طالبان باكستان” حملتها ضد مسؤولين أمنيين من بينهم عناصر الشرطة.
في يناير فجر انتحاري نفسه في مسجد داخل مجمع للشرطة في مدينة بيشاور الواقعة بشمال غرب باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شرطيا.
وتركزت هجمات المسلحين في مناطق متاخمة لأفغانستان. وتقول إسلام أباد إن بعضها يتم التخطيط له على أراض أفغانية، وهو ما تنفيه كابول.
وشهدت باكستان في السابق تفجيرات شبه يومية، لكن عملية تطهير عسكرية بدأها الجيش في 2014، تمكنت إلى حد بعيد من إرساء النظام.
وبسطت السلطات الباكستانية سيطرتها على سبعة أقاليم نائية محاذية لباكستان، وباجور واحد منها، عقب إقرار تشريع في 2018.
ويقول محللون إن المسلحين في المناطق القبلية السابقة الملاصقة لبيشاور والمحاذية لأفغانسان، باتوا أكثر جرأة منذ عودة طالبان إلى الحكم.
دان المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد الهجوم، وقال في بيان إن كابول “تقدم أصدق تعازيها لعائلات” الضحايا والمصابين.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.