عبق نيوز | إسرائيل / تل ابيب | يدلي الإسرائيليون الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية هي الخامسة في أقل من أربع سنوات وخرجوا بأقوى أداء لهم منذ عقدين فيما يسعى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو إلى العودة إلى السلطة.
تأتي هذه الانتخابات بعد انهيار تحالف “التغيير”، الذي وحد ثمانية أحزاب متباينة ونجح في الإطاحة بنتنياهو العام الماضي بعد مسيرة طويلة كرئيس للوزراء، لكنه فشل في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي.
سادت مخاوف من أن يشعر الناخبون بالإرهاق وألا يتوجهوا للإدلاء بأصواتهم بسبب تكرار الانتخابات إلا أنّ نسبة المشاركة بلغت نحو 47,5% عند الساعة 16:00 (14:00 بتوقيت غرينتش)، بزيادة 5,2% مقارنة بآخر انتخابات في مارس 2021، وهي الأعلى منذ 1999 في التوقيت نفسه، بحسب لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل.
وتستمر عمليات التصويت حتى الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي.
ودعا رئيس حكومة تصريف الاعمال يائير لبيد الذي قد يحتل حزبه الوسطي يش عتيد (يوجد مستقبل)، المركز الثاني بعد حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو، مواطنيه إلى التصويت “لمستقبل بلادنا”.
من ناحيته قال نتنياهو (73 عاما) بعد الادلاء بصوته في القدس “آمل أن نختم اليوم بابتسامة لكن الأمر متروك للشعب”.
وفي وقت متأخر من بعد الظهر، كان نتانياهو الذي يحاكم بتهم الفساد وخيانة الأمانة، يتجول في البلاد محاولًا حشد مزيد من الأصوات، كما أنه توقف في معقل حزبه في مدينة بات يم، جنوب تل أبيب.
في ظل نظام سياسي قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست الـ 120 من حزب إلى آخر، إلى تعزيز ائتلاف حاكم أو إلى مزيد من الجمود وصولا إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة مرة أخرى.
– تحالف المتطرفين –
سيحتاج أي شخص يتم اختياره لتشكيل الحكومة الحصول على دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة ليحظى بفرصة الفوز بغالبية 61 مقعدًا.
وقد يكون زعيم حزب “الصهيونية الدينية” إيتمار بن غفير اليميني المتطرف هو المفتاح لمساعدة نتانياهو على العودة إلى السلطة حيث اكتسبت كتلته زخماً في الأسابيع الأخيرة، وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات.
وبعد التصويت بالقرب من منزله في مستوطنته كريات اربع في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تعهد بن غفير بتشكيل “حكومة يمينية كاملة” بقيادة نتانياهو مضيفًا “نحن بحاجة إلى مواصلة العمل الجاد”.
ويعرف بن غفير بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.
وحذر وزير العدل جدعون ساعر وهو عضو سابق في حزب الليكود وقد انشق عن نتانياهو ويقود حزب لوحده، إسرائيل من المخاطرة بانتخاب “ائتلاف من المتطرفين”.
وقال تاجر ماس يدعى جوناثان كيرن (40 عاما) وهو من مؤيدي بن غفير، إن الأخير “يركز على الأمور التي تهمني وأريد أن تكون هناك سياسة يمينية” مشيرا إلى أولوياته المتمثلة بـ”الهوية اليهودية والوضع الأمني”.
وتتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما اسرائيل في العام 1967.
وقتل في الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الحالي 29 فلسطينيا وثلاثة إسرائيليين وفق حصيلة لوكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر مع الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء مستثنيا الحالات الإنسانية من ذلك.
وفيما أعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.
من جانبها، شددت حركة حماس في بيان على أن إجراء الانتخابات الإسرائيلية “لن يضفي على دولة الكيان أي شرعية أو يغير من طبيعة الصراع”. وأكدت الحركة الاستمرار في “المقاومة”.
– لا تغيير –
استحال غلاء المعيشة في البلاد قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في اسرائيل، حيث يعاني الاسرائيليون من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة وباتوا يشعرون أكثر بتداعيات الأزمة وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بغزو روسيا لأوكرانيا.
لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ نيسان/أبريل 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير.
كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت الذي ضم للمرة الأولى حزبًا عربيًا “القائمة العربية الموحدة -الحركة الاسلامية” برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.
في يونيو،أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلا للاستمرار وتمت الدعوة إلى انتخابات.
وفي الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان.
ويشهد المجتمع العربي احباطا في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية إذ تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات.
وكان منصور عباس انفصل عن القائمة العربية المشتركة في العام 2021 ما مهد لانضمامه الى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعدا في العام 2015 وضمت أربعة أحزاب.
وأدلى عباس بصوته من مدينته المغار وعبر عن أمله في ارتفاع نسبة التصويت بين المجتمع العربي في إسرائيل.
واعتبر عباس ذلك “تعبيرا عن الثقة في الانتخابات والتأكيد على مواطنتنا… هكذا نرتقي بموقفنا كمواطنين في دولة إسرائيل ونقدم ما هو مهم للمجتمع العربي”.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.