[ad id=”1155″]
أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من جهاديين في الشهر الماضي.
ويثير ذلك شكوكا حول الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة والذي يعد أساسيا في حربها مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤولون في المعارضة السورية إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر بعد هجوم الجهاديين لكن عددا من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال المقدم للمعارضة المسلحة في أيدي جهاديين. وتوقع المسؤولون أن يكون تجميد المساعدات مؤقتا.
وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على البرنامج الذي تقوده وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن تجميد المساعدات التي تشمل أجورا وتدريبا وذخيرة وفي بعض الأحيان صواريخ موجهة مضادة للدبابات جاء ردا على هجمات الجهاديين ولا علاقة له بوصول الرئيس دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة خلفا للرئيس باراك أوباما في يناير كانون الثاني.
ويوضح تجميد المساعدات المشاكل التي تواجه الجيش السوري الحر في الحرب التي قاربت على إتمام السنوات الست ضد الأسد الذي يبدو في وضع عسكري قوي في المنطقة الغربية من سوريا ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدخل روسيا وإيران المباشر في الحرب إلى جانبه.
وقال مسؤول في إحدى الفصائل التي تأثرت بتجميد الدعم “الحقيقة أن هناك تغيرات في المنطقة وهذه التغيرات لا بد أن تكون لها تداعيات.”
وأضاف متحدثا عن دخول مساعدات عسكرية “لا يمكن أن يدخل شيء قبل ترتيب الأمور. هناك ترتيب جديد ولكن لم يتبلور بعد.”
ومن بين الدول التي تقدم الدعم لفصائل الجيش السوري الحر تركيا وقطر والسعودية وهي دول تعارض الأسد. وهذا الدعم هو أحد عدة قنوات للمساعدات الخارجية للمعارضة المسلحة ولا تزال القنوات الأخرى مفتوحة.
ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التعليق على نبأ تجميد الدعم للمعارضة المسلحة. وقال مسؤول قطري إن حكومة بلاده ليس لديها ما تقوله في هذا الشأن. واكتفى مسؤولون أتراك بالقول إنهم لا يمكنهم مناقشة “تفاصيل العمليات.” ولم تتطرق السعودية إلى الموضوع.
وتأكدت رويترز من تجميد الدعم من مسؤولين في خمسة من فصائل الجيش السوري الحر كانت تتلقى دعما ماليا وعسكريا عبر غرفة العمليات المعروفة بموم. وأكدت ذلك أيضا شخصيتان أخريان كبيرتان في الجيش السوري الحر تم إطلاعهما على الأمر.
وتحدثت الشخصيتان بشرط عدم الكشف عن هويتيهما بسبب الطبيعة السرية للبرنامج الذي تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك بسبب حساسية الموضوع.
ويعتقد عدد من المعارضين أن وقف المساعدات مؤقت وأن من المتوقع وضع ترتيبات جديدة لكن ليس هناك وضوح حتى الآن.
وقال مصدران كبيران في الجيش السوري الحر أكدا تجميد المساعدات إن الدول المانحة تهدف إلى إرسال المساعدات إلى قوة مقاتلة واحدة متحدة وهو أمر استعصى على المعارضين طوال الحرب الأهلية السورية.
وقال أحد مسؤولي الجيش السوري الحر إنه لا يتوقع التخلي عن المعارضين باعتبارهم الأمل الوحيد لوقف تمدد جديد لنفوذ الجهاديين في سوريا وكذلك لمحاربة الدور المتزايد لإيران.
* تراجع حظوظ المعارضين
إدلب والمناطق القريبة منها في حلب وحماة واللاذقية من بين آخر معاقل معارضي الأسد في غرب سوريا الذي دعم حكمه فيه بالاحتفاظ بالسيطرة على المدن الرئيسية والساحل.
ولطالما اعتبر الإسلاميون القوة المعارضة الأشد في منطقة إدلب في شمال غرب البلاد رغم أن 12 أو أكثر من فصائل الجيش السوري الحر تنشط أيضا هناك وفي أماكن قريبة.
وفي الشهر الماضي وقع هجوم على فصائل الجيش السوري الحر من جانب جماعة جهادية عرفت في السابق باسم جبهة النصرة وكانت تابعة لتنظيم القاعدة إلى أن أعلنت العام الماضي قطع صلاتها بالقاعدة رسميا وسمت نفسها جبهة فتح الشام.
ودفع هجوم الجهاديين عدة فصائل في الجيش السوري الحر إلى الاندماج مع الفصيل الإسلامي القوي جماعة أحرار الشام التي يعتقد على نطاق واسع أنها مدعومة من المناوئين للأسد في المنطقة.
ومن المرجح أن يتسبب ذلك في وقف مساعدات المانحين الأجانب: فأحرار الشام منفصلة عن فصائل الجيش السوري الحر بأفكار إسلامية سنية وقاتلت في السابق بجانب جبهة النصرة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المساعدات العسكرية لجماعات المعارضة تراوحت بين الانحسار والتدفق خلال عمر البرنامج في وقت راقبت فيه واشنطن وحلفاؤها عن كثب أي تسرب للمساعدات إلى جماعات أكثر تشددا فيما وصفه أحد المسؤولين بأنه “مشكلة دائمة”.
* سياسة ترامب في سوريا لم تتضح بعد
قبل توليه الحكم أشار ترامب إلى أنه قد يوقف الدعم لفصائل الجيش السوري الحر ويعطي الأولوية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر مقاتلوه المسلحون جيدا على أجزاء كبيرة من شرق ووسط سوريا.
لكن إدارة ترامب لم تعلن بعد عن سياسة واضحة بشأن سوريا والعراق رغم تعهدات ترامب المتكررة بالقضاء على الدولة الإسلامية. وقال مسؤول أمريكي إنه لهذا بقي الوضع على ما هو عليه فيما يتعلق ببرامج التدريب السري والمعلن والدعم العسكري.
وتأمل بعض فصائل الجيش السوري الحر أن يؤدي عداء ترامب لإيران إلى زيادة الدعم الأمريكي.
وشن الجهاديون هجومهم بينما كان ممثلو الجيش السوري الحر يحضرون في قازاخستان محادثات سلام بشأن سوريا واتهموا المعارضة بالتآمر مع موسكو وواشنطن ضد جبهة فتح الشام. وشنت الولايات المتحدة سلسلة ضربات جوية مميتة ضد فتح الشام في إدلب هذا العام.
وتلقى المعارضون الذين يتلقون الدعم من غرفة العمليات المعروفة بموم ضربة شديدة في ديسمبر كانون الأول عندما أطاحت بهم القوات الحكومية- بدعم حاسم من القوات الجوية الروسية وفصائل مسلحة مدعومة من إيران- من شرق حلب الذي كان يعتبر معقلا للجيش السوري الحر.
وقال مسؤول في فصيل بالجيش السوري الحر تلقى مساعدات من غرفة العمليات إنه لم تأت مساعدات هذا الشهر وإنه “لا توجد بوادر”. وقال آخر إن اجتماعا دوريا لغرفة العمليات ألغي هذا الشهر.
وأضاف أنه يتوقع إعادة تنظيم مشيرا إلى أنه لا يزال هناك نحو 15 ألف مقاتل للجيش السوري الحر في شمال غرب سوريا.
كان البرمامج الذي تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد نظم المساعدات للمعارضة المسلحة بعد أن أسهمت فترة من الدعم غير المقيد في وقت مبكر من الحرب -خاصة من دول الخليج- في صعود عدد من جماعات المعارضة المسلحة كثير منها أفكارها إسلامية بشكل قوي.
ولا يزال برنامج مماثل قائما في جنوب سوريا بمساندة أردنية. ولا تزال بعض فصائل الجيش السوري الحر في الشمال المدعومة من غرفة العمليات تتلقى دعما تركيا بينما تشارك في هجوم “درع الفرات” الذي تقوده تركيا ضد الدولة الإسلامية والجماعات الكردية إلى الشمال الشرقي من حلب.
وطالما اشتكت فصائل الجيش السوري الحر من أن المساعدة المقدمة لها تقل بكثير عما تحتاج إليه لمواجهة الجيش السوري الأفضل تسليحا. وتم دائما رفض مطالبهم بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات.
وقال مسؤول بالمخابرات والجيش الأمريكيين إن تسرب وبيع والاستيلاء على أسلحة مقدمة من الولايات المتحدة وغير ذلك من الأسلحة من وحدات تابعة للجيش السوري الحر إلى تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وجماعات جهادية أخرى منشقة كان مبعث قلق منذ أن بدأت المخابرات المركزية الأمريكية والجيش الأمريكي تسليح وتدريب عدد محدود من المعارضين.
وقال أحد المسؤولين إنه منذ البداية هجر بعض المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة فصائل ضربتها القوات الحكومية السورية إلى جماعات أخرى مثل الدولة الإسلامية التي كانت تستحوذ على أراض وتحكم سيطرتها عليها في ذلك الوقت. وقال المسؤولون إن المساعدات تباطأت أو توقفت في إدلب والمناطق القريبة منها وسط مخاوف من تكرار هذا الأمر بعد أن فقد المعارضون أرضا هناك.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن فصائل الجيش السوري الحر لا تزال تمثل تحديا كبيرا للأسد. وقال المسؤول “رغم الانتكاسات وعدم وجود مساعدات في القتال ضد هجوم روسي وحشي.. الحقيقة هي أنهم لا يزالون قوة مقاتلة قادرة على الاستمرار.”
المصدر / رويترز .
[ad id=”1163″]
Comments are closed.