عبق نيوز| فلسطين / إسرائيل| قال الهلال الأحمر الفلسطيني الإثنين إن النيران التي أطلقتها قوات إسرائيلية على 15 عنصرا من طواقم الإسعاف في جنوب قطاع غزة الشهر المنصرم، استهدفت الجزء العلوي من أجسادهم “بغرض القتل”، بينما أمر رئيس أركان الجيش بـ”تعميق” التحقيق في الحادثة.
في قطاع غزة، واصلت الطائرات الإسرائيلية الاثنين قصف مناطق مختلفة، ما تسبّب بمقتل 12 شخصا بينهم أطفال، وفق الدفاع المدني، وصحافي، وفق المكتب الإعلامي لحكومة حماس.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر يونس الخطيب في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة إن جميع عناصر طواقم الإسعاف الذين عثر عليهم مقتولين في رفح في جنوب القطاع أخيرا “أطلقت عليهم النار في الجهة العلوية من الجسم بغرض القتل”، مشيرا الى أن هذا بعض ما أظهره تشريح الجثث.
أضاف “نطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة بشأن ظروف القتل المتعمد لطواقم الإسعاف في قطاع غزة”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان إيال زامير أوعز بـ”تعميق” التحقيق في إطلاق النار على المسعفين في منطقة تل السلطان.
وقال الجيش في بيان “أوعز رئيس الأركان بتعميق إجراءات التحقيق وإتمامه في الأيام المقبلة”، مضيفا “بمجرد الانتهاء من التحقيق، سيتم تقديم النتائج إلى رئيس الأركان”.
وقتل المسعفون الـ15 في 23 مارس، وعثر عليهم في 30 منه مدفونين تحت التراب.
واعتبرت جمعية الهلال الأحمر أن استهداف القوات الإسرائيلية لموكب الإسعاف “جريمة حرب مكتملة الأركان”.
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني السبت مقطع فيديو عثر عليه على هاتف محمول لأحد المسعفين يُظهر سيارات إسعاف تحمل شارات واضحة وقد أضاءت مصابيحها مع دوي إطلاق نار كثيف.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن قواته أطلقت النار على “إرهابيين” وسيارات مشبوهة” كانت تتحرك من دون أن تخطر السلطات الاسرائيلية مسبقا، مشيرا إلى أن مصابيحها كانت مطفئة.
لكن الفيديو الذي وزّعه الهلال الأحمر السبت يظهر سيارات إسعاف تسير بمصابيح مضاءة، والعناصر الذين خرجوا من السيارات يرتدون الزي الرسمي للهلال.
واتهم الجيش الاسرائيلي حماس أكثر من مرة باستخدام سيارات الإسعاف لنقل المسلحين والأسلحة في غزة، الأمر الذي تنفيه الحركة.
وكان بين القتلى ثمانية من موظفي الهلال الأحمر، وستة من أعضاء الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، وموظف واحد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي إحاطة صحافية، كرّر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ديفيد منسر الإثنين أن بين القتلى الخمسة عشر، ستة مسلحين من الحركة، متسائلا “ماذا كان يفعل إرهابيو حماس في سيارات الإسعاف؟”.
– قصف متواصل في غزة –
في قطاع غزة، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية الاثنين.
وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل مقتل 12 شخصا على الأقل “بينهم عدد من الأطفال والنساء” (…) جراء غارات جوية إسرائيلية، “بينها استهداف مباشر لخيمة صحافيين”.
وأوضح أنه تم نقل قتيلين وتسعة صحافيين مصابين “إثر استهداف مباشر ومتعمّد من طيران الاحتلال لخيمة صحافيين في مستشفى ناصر بخان يونس” في جنوب القطاع.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس أن أحد القتيلين في خيمة الصحافيين هو “الصحافي حلمي الفقعاوي الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم” الإخبارية المحلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن قواته “استهدفت الإرهابي في حركة حماس حسن عبد الفتاح أصليح في خان يونس”، مضيفا أن هذا الأخير يعمل “بصفة صحافي ويملك شركة صحافية”.
وأصيب حسن أصليح بجروح، وحالته مستقرة، بحسب مصادر فلسطينية.
– إضراب –
واستأنفت إسرائيل الحرب في قطاع غزة في 18 مارس بعد هدنة استمرت نحو شهرين.
وقتل منذ ذلك التاريخ 1391 شخصا في قطاع غزة لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، الى 50752 شخصا.
واحتجاجا على العنف في قطاع غزة، شهدت القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتان الاثنين إضرابا. وبدت الشوارع خالية فيهما وأغلقت المحلات التجارية.
وقال فادي سعدي، وهو صاحب محل تجاري في بيت لحم، لوكالة فرانس برس، إن الالتزام “غير اعتيادي. تجوّلت في المدينة اليوم ولم يكن هناك أي شيء مفتوح، التزام حديد”.
وبحسب سعدي “أعتقد أن هذا شيء طبيعي كان يجب أن يكون منذ بداية الحرب”.
وكانت “القوى الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية” وحركتا فتح وحماس دعت إلى الإضراب “تضامنا مع غزة”، و”من أجل إعلاء الصوت وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة بقتل المدنيين الأطفال والنساء والتدمير بهدف تهجير أبناء شعبنا”.
وتتزامن هذه التطورات مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة ملفات الحرب والمنطقة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.