صناعة الصلب القديمة تواجه حربا تجارية جديدة

afp_tickers

عبق نيوز|  أمريكا / واشنطن | تزيد الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ الأربعاء، الأمور تعقيدا في هذه السوق الاستراتيجية لناطحات السحاب وصناعة السيارات بعدما أصبحت غير مستقرة بسبب عدم تنافسية الأفران القديمة لصهر المعادن مقارنة بمصانع إعادة تدوير الصلب.

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الصلب، و10% على وارداتها من الألومنيوم، في محاولة لحماية الصناعة الأميركية وناخبيه الذين ينتمي العديد منهم إلى منطقة حزام الصدأ الصناعي في الغرب الأوسط.

ويعود آخر 12 فرنا للصهر في الخدمة في الولايات المتحدة إلى شركة “يو اس ستيل” US Steel، ومقرها في بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، وكليفلاند كليفس في ولاية أوهايو.

لكن كان تأثير فرض الرسوم الجمركية محدودا جدا، بحسب ما أكد روبين نيزارد الخبير الاقتصادي في شركة التأمين كريدي كوفاس.

وعليه، انخفضت واردات الولايات المتحدة من الصلب بنسبة 24% خلال هذه الفترة، وانخفضت واردات الألومنيوم بنسبة 31%، وفقا لتقرير صادر عن لجنة التجارة الدولية الأميركية. لكن أكد روبين أنه “لم تظهر أي فائدة واضحة من حيث التوظيف أو الإنتاج، وارتفعت الأسعار”، ما أدى إلى تفاقم التضخم.

وقال مارسيل جينيه من شركة “لابلاس كونساي” Laplace Conseil الاستشارية في مجال الصلب “يبلغ سعر الصلب المسطح الأوروبي حاليا 600 دولار للطن، بينما يبلغ سعر الصلب الأميركي 900 دولار”.

– من يُصدّر الصلب إلى الولايات المتحدة؟

أنتج العالم 1,84 مليار طن من الصلب الخام في العام الماضي (-0,9٪ مقارنة بالعام 2023). وجاء أكثر من نصف الإنتاج، أي 1 مليار من الصين، المنتج الأول للصلب عالميا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن “رابطة الصلب العالمية” ويشمل 71 دولة تمثل 98٪ من الإنتاج العالمي.

الولايات المتحدة هي رابع أكبر منتج في العالم مع 79,5 مليون طن (-2,4%). وهي ثاني أكبر مستورد في العالم بعد الاتحاد الأوروبي اذ استوردت 26,4 مليون طن في العام 2023، فيما استورد التكتل 39,2 مليون طن.

وتستورد الولايات المتحدة الصلب من كندا في الدرجة الأولى التي صدرت إليها 5,95 مليون طن في العام 2024، بحسب وزارة التجارة الأميركية.

وفي الدرجة الثانية تأتي البرازيل التي استوردت منها واشنطن 4,08 مليون طن من الصلب، ثم يحل الاتحاد الأوروبي مع 3,89 مليون طن.

وتستورد الولايات المتحدة 3,19 مليون طن من المكسيك، و2,5 مليون طن من كوريا الجنوبية، تليهما الفيتنام واليابان وتايوان بإجمالي حوالي مليون طن، والصين بنحو 470 ألف طن.

– لماذا يتحدث ترامب عن منافسة غير عادلة؟ –

شهدت أسعار الصلب انخفاضا عالميا حادا خلال العام الماضي بسبب فائض الطاقة الإنتاجية العالمية.

وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، يتراوح فائض الصلب العالمي بين 500 و560 مليون طن. وتنتج الصين أو شركات صينية لصناعة الصلب مركزها في جنوب شرق آسيا الحجم الأكبر من هذا الفائض مغرقة الأسواق، ما يشتكي منه الصناعيون الأوروبيون والأميركيون ويتهمون حكومة الصين بدعم هذه الشركات على نطاق واسع.

وأفاد خبراء بأن صناعة الصلب التي كانت تمر بدورات منتظمة من الارتفاع والهبوط على مدى العقود الخمسة  الماضية، تواجه حاليا مشكلة “هيكلية” تتمثل في فائض الانتاج.

ولكن يعارض بعض الخبراء هذا التحليل ومنهم مارسيل جينيه، الذي يرى أن المشاكل المرتبطة بالصلب تنبع في المقام الأول من عدم القدرة التنافسية لأفران الصهر القديمة التي تنتج ما يسمى بالصلب “الأولي” من خلال خام الحديد والفحم، مقارنة بالصلب المصنوع من الخردة المعدنية المعاد تدويرها في أفران كهربائية اذ ان انتاجه أرخص بكثير.

وقال إن “الشركات التي تعتمد على أفران الصهر التقليدية لا تملك الوسائل لتمويل انتقالها في مجال الطاقة، أي االتخلي عن الفحم (واستخدام الغاز أو الهيدروجين) من دون الحصول على مساعدات ضخمة من دولها”.

إلى ذلك، لفت مارسيل جينيه إلى أن  صناعات الصلب في أوروبا وأميركا الشمالية تعاني من انخفاض صادراتها من الصلب على مدى السنوات الخمسين الماضية، في حين طورت البلدان الناشئة قطاعاتها تدريجيا، وخصوصا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وحاولت مجموعة “نيبون ستيل” اليابانية الاستحواذ على شركة “يو اس ستيل” المتعثرة إلا أن  الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عطل هذه الخطوة، ومن بعده ترامب.

وفي أوروبا، حيث ما زال هناك نحو خمسين فرنا تقليديا للصهر بحسب مارسيل جينيه، أعلنت الشركة الألمانية “تيسين كروب” إلغاء آلاف الوظائف. ويواجه فرنان للصهر في دويسبورغ تابعان لشركة “ايتش كاي ام” HKM خطر الإغلاق.

أما أفران مدينة تارانتو في إيطاليا حيث توجد أكبر مصانع الصلب في أوروبا، فلم تعد تنتج حاليا سوى مليوني طن سنويا على الرغم من أن طاقتها الإنتاجية تبلغ 12 مليون طن.

وفي أوروبا، تعمل معظم أفران الصهر بأقل من 70% من طاقتها، وأعلنت تعليق مشاريع استثماراتها الضخمة في مجال إزالة الكربون.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد