عبق نيوز| فرنسا / هولندا | قاطع محتجّون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بينما كان يلقي خطابا حول مستقبل أوروبا في لاهاي الثلاثاء، حيث تداخلت مشاكله الداخلية مع برنامج زيارته الرسمية لهولندا.
وصاح محتجّون داخل قاعة مسرح بينما كان ماكرون يتحدث إلى جمهور كبير من الطلاب “أين الديموقراطية الفرنسية؟” و”اتفاقية المناخ لا يتم احترامها” رافعين لافتة كتب عليها بالانكليزية “رئيس العنف والنفاق”.
وهتفوا “هناك ملايين المتظاهرين في الشوارع”، فيما تواجه الحكومة الفرنسية منذ بداية العام احتجاجات ضخمة على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.
وبعد أن أبعدهم رجال الأمن، اعتبر ماكرون أن الأشخاص الذين يحاولون تقويض القوانين التي أقرتها الحكومات المنتخبة “يعرضون الديموقراطية للخطر”، مشيرا إلى أحداث الشغب في مبنى الكابيتول في واشنطن عام 2021 والهجوم على الكونغرس البرازيلي عام 2023.
وبعد أن أكمل خطابه حول السياسة الاقتصادية الأوروبية، تطرّق الرئيس الفرنسي إلى صميم مشروعه الإصلاحي.
وقال “عندما أقارن” بالدول الأوروبية الأخرى، يجب أن يكون الفرنسيون “أقلّ غضباً تجاهي (…) لأنّ سنّ التقاعد في بلدكم أعلى بكثير، وفي العديد من الدول في أوروبا يزيد عن 64”.
كما خيم على الزيارة الأولى لرئيس فرنسي إلى هولندا منذ 23 عاما الجدل الذي أثارته تصريحات سابقة لماكرون حول تايوان والولايات المتحدة والصين.
– “أوقات محفوفة بالمخاطر”-
ولاحقا تواصلت الزيارة في أجواء احتفالية مختلفة، حيث أشاد ملك هولندا فيليم ألكسندر بالرئيس الفرنسي البالغ 45 عاما بعد أن استضافه على مأدبة عشاء رسمية في أمستردام.
وقال الملك “الإصلاح ليس بسيطا”، ثم شرب نخب ضيفه بعد انتهاء حفل العشاء قائلا “من الضروري لنا ولأوروبا وللعالم بأسره أن تكون فرنسا قوية ومزدهرة وواثقة”.
ولم يشر خطاب ماكرون في وقت سابق إلى مسألة تايوان، بل شدد بدلا من ذلك على مواضيع تتعلق بحاجة أوروبا لرعاية مصالحها الخاصة.
وقال ماكرون “أن تكون سياديا أكثر” كان “أمرا أساسيا في هذه الحقبة التي نشهد فيها حربا ويتم فيها استخدام الاقتصاد كسلاح”، خاصة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتبر أن حرب أوكرانيا “من أكثر الأوقات المحفوفة بالمخاطر التي يواجهها اتحادنا الأوروبي”.
وكان ماكرون قد أثار جدلا في الأيام الأخيرة بعد أن أكد في مقابلة مع وسائل إعلام بينها “بوليتيكو” وصحيفة “لزيكو” الفرنسية أن الأوروبيين يجب ألا “يتبعوا” الولايات المتحدة أو الصين في مسألة تايوان بل أن يجسدوا “قطبا ثالثا”.
كما دعا إلى “خفض الاعتماد على الأميركيين” في المجال الدفاعي.
– زيارة فيرمير-
وأثارت تصريحات ماكرون عقب زيارة دولة الأسبوع الماضي إلى بكين استمرت ثلاثة أيام، الدهشة على جانبي المحيط الأطلسي.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى واشنطن إن “التحالف مع الولايات المتحدة هو الأساس المطلق لأمننا الذي يقوم على ركيزتين، التعاون الاقتصادي ومجال الدفاع”.
وكتب السناتور الأميركي ماركو روبيو على تويتر “نحتاج أن نعرف ما إذا كان إيمانويل ماكرون يتحدث نيابة عن أوروبا”.
وشدد قصر الإليزيه الثلاثاء على أن الرئيس لم يحض أوروبا أبدا على الإبقاء على “مسافة متساوية” مع الولايات المتحدة والصين.
وتتواصل رحلة ماكرون الهولندية الأربعاء بزيارة معرض فيرمير في متحف “ريكميوزيوم” في أمستردام إضافة إلى إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على متن قارب في القناة.
وستوقع باريس ولاهاي الأربعاء “ميثاقا من أجل الابتكار” يتضمن قيام تعاون في مجالات أشباه الموصلات والفيزياء الكمية والطاقة.
وهذه الزيارة سوف تكرس التقارب بين البلدين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما أعاد خلط أوراق التحالفات داخل التكتل.
وخسرت هولندا مع بريكست حليفا تقليديا على الساحة الأوروبية، ما حملها على تنويع تعاوناتها.
وسيعمل الطرفان أيضا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية يتم الإعلان عنها بحلول عام 2024.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.