[ad id=”1154″]
#عبق_نيوز| فيحاء العاقب/ مقالات وكتاب| ان تولد خارج حدود وطنك، فذاك يمنحك لقبا لصيقا من المهد الى اللحد ، فاينما وليت وجهك سيطلق عليك “مغترب”!!، ولن ينزاح الا اذا زال المؤثر، أي بالرجوع الى الوطن الام.
ففي الدول العربية التي تدعي تمسكها بالدين الاسلامي، والتي يردد من يفترشون ارضها كساكنين او ملاك اذا صح التعبير، يرددون قوله تعالى” ان الارض لله” ولكن للاسف هم كالحمار يحمل اسفارا، فلا الولادة ولا حتى منحك الجنسية كفيل برفع مكانتك لدرجة مواطن، بل يزيد التصاق هذا اللقب اللعين الذي يسلبك في كثير من الاحيان انسانيتك ويجعلك في حال من الوصم والتمييز، ويتم التفنن في طرق جعلك غرابا وسط الحمام بارفاق جنسيتك كاسم مرفق باسمك الاصلي.
ولكن هل ينتهي ذاك الوصم بشكل فعلي عند العودة كما يعتقد الكثيرون؟؟ للاسف سيظل ملازما كالظل يتبع صاحبه، يجره وراءه اينما ذهب ، ويضعه كنيشان على كتفه او وساما على صدره، ليس من باب المباهاة وانما التحقير، حيث يرتدي هذه المرة بدلة انيقة تخفي ملامح المسمى الاول، فهنا يصبح “مواطنا من الدرجة الثانية”، ويحرم من حقوق المواطنة بشكلها الطبيعي والمسموح بها، لكن بطرق غير مباشرة.
في اولى خطوات الوصم والتمييز يتم نسبه الى البلد القادم منها، في حركة عكسية لما ذكرنا سابقا، فيصبح فلانا الليبي، او السوري او ….. غير ذلك.
اما الدوائر الحكومية فعادة ما تخصص لهذه الفئة الضالة شبابيك خاصة، كتبت عليها لافتات دالة “المغتربون، القادمون من الخارج، مواطنو الاغتراب…الخ” يمارس من خلالها موظفون امتلأت عقولهم بالعقد النفسية كل اشكال الاضطهاد، والجريمة المنسوبة لهم للاسف الشديد انهم كانوا يعيشون عيشة مرفهة كما تخيلت اذهانهم.
في الشوارع فالهيئة فاضحة وكفيلة بان يشار اليهم بالبنان على انهم مخلوقات من الفضاء حطت على الارض عبر مركبة فضائية اضلت طريقها، فينظر اليهم بنظرة استهجان واستنكار، ولسان حال الغالبية يقول: هؤلاء لا ينتمون لنا، بل ويتعرضون للسخرية لابسط الامور كعدم درايتهم بتفاصيل المصطلحات المستحدثة على سبيل المثال لا الحصر.
اما المدارس والجامعات فهي بمثابة معتقل جوانتانامو الذي تمارس فيه كل اشكال التنمر، من استخفاف واستهزاء، ومحاولة ابعاد هؤلاء المختلفين عن دائرة الضوء والانخراط في الحياة الطلابية بذريعة عدم الدراية بما يعانيه اقرانهم من صعوبات طوال حياتهم الماضية.
وتتعدد اشكال النبذ وتتطور من جيل الى اخر الى ان يرث الله الارض ومن عليها، او ربما الى ان يصل الجميع لنتيجة ان الارض ليست ملكا لأحد.
كتبه / فيحاء العاقب
[ad id=”1163″]
Comments are closed.